حينما عرفت بخبر إصابتي بالسرطان ، خشيت على أمي خشية شديدة .. أخبركم نزراً يسيراً عن نفسي .. أنا الابنة الصغرى والوحيدة لأمي . توفي والدي رحمه الله وأنا في العاشرة , ولأمي ابن مراهق يكبرني بخمس سنوات .. لك أن تتخيل كيف عانت أمي لتربي مراهقين عنيدين وحدها . كانت أمي شديدة التعلق بي ، ولما تزوجت سافرت مع زوجي إلى مقر عمله ، وهكذا أمضيت أربعاً وعشرين سنة بعيدة عنها ، أزورها فقط في الإجازات والأعياد ..
في الآونة الأخيرة قبل أن أصاب بمرضي لاحظت أن أمي كانت تطيل النظر إليّ . تغافلني وتنظر في وجهي وكأنها تملأ عينيها من صورتي . كنت أعرف أنها تراني – أنا ابنة الأربعين – تماماً كما أرى الآن شمسي الصغيرة .. أتوقع أنها كانت تتمنى لو تضمني وتشمني كما أفعل أنا بشمس ، ولكن للأسف ، لم يعتد – كلانا – على ذلك .
فلما أصبت بالسرطان ، لم أعلم كيف كنت لأمهد لها الأمر .. أخبرتها أني جئت لأكشف على ( وريم ) صغير اكتشفته في ثديي الأيسر ، وأنه غير مقلقي إلا أن أبا خالد مصر على استشارة الأطباء في جدة .. لا أدري كم من المرات زلت لساني وذكرت أنني أجريت أشعة في المدينة ، وعينة ، وأشعة أخرى . ولكن أمي كانت كالمنومة التي لا تريد أن تصدق إلا ما أملاه عليها عقلها .. عقلها أخبرها أن ما أصاب هناء ورم حميد ، بالضبط كالذي أصابها هي نفسها قبل أكثر من ثلاثين سنة ، وفي الثدي نفسه ، لذا فإنها لم تكن لتبدي اكتراثاً بهذا الجاثم على صدري ، وبدلاً من ذلك فقد أولت اهتماماً كبيراً للانفلونزا الخفيفة التي أصابتني خشية أن تكون انفلونزا خنازير خاصة وأنها أصابت البعض من عائلتي .
حاولت أن أعلمها بالخبر بروية .. كل يومين أعطيها معلومة جديدة ، وأسرب لها نبأً لم تكن تعلمه . حتى تكونت عندها صورة شبه واضحة عن إصابتي بالسرطان ، وياللعجب ، لم تبد انزعاجاً كما توقعت .. مجرد شعور بالحزن العميق والهم . ابتلعت أمي كل آلامها وأحزانها حتى لا تشعرني بالأسى على نفسي ، خاصة وأني كنت أمر ببعض المشاكل العائلية . كنت في هذه الفترة أحاول مضاعفة مرحي لئلا تشعر بهمي . نعم ، صحيح أني تقبلت الأمر بحمد الله ، ولكن لم يخل بالي من الهم والتفكير .. هذا أمر جديد في عائلتي . لا نعرف أحداً أصيب بهذا المرض هنا. السرطان .. يالها من كلمة لها رنين مزعج وغريب . هذا أمر يحدث للآخرين فقط ، فما باله يحدث لنا الآن ؟
كنت أستغل كل دقائق انفرادنا ببعضنا لأحكي لها حكايات مضحكة، وأفتعل المرح لأصرف عن ذهنها التفكير بمرضي .. ولكن ماذا يُتوقع من أم تعرف أن ابنتها الوحيدة قد أصيبت بهذا البعبع ؟
أمي ليست طبيعية ، حتماً .. شهر مر حتى الآن ولم تصارحني بحقيقة مشاعرها أو تبكي .. أتراها لا زالت في مرحلة التكذيب ؟ أخشى عليها الانهيار النفسي .. لابد أن تبكي .. لا بد أن تتكلم . صمودها هذا ضباب رقيق يخفي وراءه جبالاً من الألم أخشى أن تتصدع ، ولكن متى ، وكيف ؟
حتى كان اليوم الذي كنا نتفرج فيه على التلفاز ، ورأت أمي لأول مرة أنشودة ( شفاء بسمة ) .. لا أزال أبكي حتى الآن كلما سمعت هذه الأنشودة .. وأكره أن أشاهد مقطعها التمثيلي بحضرة أحد إذ سرعان ما تفضحني دموعي وصوتي المخنوق بالعبرات .
كالعادة غصصت بهذا الشعور الذي لا أعرف سره حتى هذه اللحظة ودمعت عيناي .. أشحت بوجهي عن أمي كي لا ترى دمعتي ، ولكي لا أرى بكاءها .. لمحت وجهها قد احمر جداً ، وسمعت تسارع أنفاسها تحاول كبت شيء ما ، لم تغير أمي القناة كما توقعت ، ولكنها تسمرت أمام الشاشة وأرعت سمعها لكلمات النشيد الجميلة .. كلمات ملأى بالتفاؤل والأمل .
انتهى النشيد ، وزفرت أمي زفرة حارة تحاول بها أن تكفكف دمع قلبها . كالعادة غيرت الموضوع ..
في المساء .. أخبرت أمي عن عائلة تحتاج للصدقة لو كان عندها ما تبذله . فأخبرتني أن أذكرها قبل النوم .. سكتت برهة .. ثم قالت بصوت مرتجف : أخرجت ألف ريال .. صدقة ليشفيك الله من السرطان .. ثم انفجرت ببكاء مرير ، حار أودعت فيه عذابات الأيام الماضية .. السهر والقلق في الليل .. الدعاء الخاشع الخالص لله ربي أن يشفيني .. آلام الخوف من أن تنالني يد الموت وتُحرم من ابنتها الصغرى والوحيدة .. الموت .. الموت .. نعم . هذا ما كان يؤرقها ، فمتى كنا نعرف أن السرطان لا يميت ؟
بكت في حضني ، وبكيت معها ، لا على نفسي ، ولكن على هذه المرأة الضعيفة ، التي أضحى رأسها أبيض كالثلج ، وأوهن جسدها الضئيل العمر ومحن السنين ، وهاهي الآن تُصاب في فؤادها .
أخيراً يا أمي .. أخرجت خبايا قلبك .. أفرغت شحنات الألم والخوف والقلق السالبة التي أرقتك الأيام الماضية .. الحمد لله .. هذا ما كنت أريده .. الآن فقط بإمكانك يا أمي أن ترعيني في مرضي .. والآن فقط اطمئننت عليك !
آآآه .. أمي الإنسانه التي أعطنا الكثيييييير وبخلنا عليها بأقل القليل ..
.. هي تريد وجودنا الى جانبها واحساسنا بها وعطفنا عليها ورعياتها ..
ورد الجميل لها .. اللهم اني أسألك أن ترزقني لزوم قدميها وبرها ياربي في حياتها وبعد مماتها بعد عمر طويل في طاعتك :”(
وسلمك الله ومن تحبي من كل مكروه وأسبغ عليك ثوب الصحة والعافية.
اخيتي كم آلمتني كلماتك وخنقتني عبرة وانا اتخيل تلك العجوز التي كتمت حزنها خوفا على مشاعرك والما عليك وخوفا من ان يخطف الموت فلذة كبدها اخيتي هذه ساعات وايام اختصك الله بهذا البلاء ليمحصك ويختبر صبرك فلا تضيعي هذه الفرصه على نفسك وقولي اللهم اجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منها وانا لله وانا إليه راجعون فلا يأس مع الحياة فالله من وضع المرض وهو قادر على ان يزيله شفاك الله وجميع مرضى المسلمين .
زهور ، جزاك الله خيراً ، أسعدني مرورك ..
:”(
أكيد الموقف صعب على أي أم وأكيد إنها جلست فترة تحاول تتقبل الموضوع…لكن سبحان الله أحياناً المرض يكسر الحواجز..ويظهر المشاعر .. وممكن تكوني قريبة منها أكثر من أي وقت مضى ..الله يرزقك الشفاء الكامل ويطمن قلبك وقلب أمك عليكي.
اااه ياهناء جيتي على الجرح
الله يحفظها لك يارب ويفرحها بشفائك التام من مرضك
الام وربي كنز وعطاء لايقدر احيانا انام في الليل مرتاحه
لاني متاكده ان فيه ام حنونه فارشه سجادتها في الليل تدعيلي
اخر شخص اشوفه قبل العمليه واول وجه اشوفه بعد العمليه
واقفه معاي بكل ماتملك قوليلي كيف اجازيها ؟؟
اعجز عن رد جميلها
ماقول الا الله يرزقني برها ورضاها علي
قمرى لازم تبكينا من صباح رب العالمين.حظى صحيت بدرى اليوم وفتحت التلفزيون وأنا بأشرب قهوتى فشفت ربيع حافظ فى لقاء وبدأ ينشد بكلمات أكثر من رائعه عن الأب( و بكيت الين قلت بس )بعدها قلت أشوف يمكن هناء كتبت مقال جديد لعلمك الشئ الوحيد اللى بأقرؤه هذه الأيام هى كتاباتك .لقيتك كاتبه عن موقفك مع والدتك الغاليه .أكيد الموضوع صعب جداَ بالنسبه لإبنتها الوحيده و صديقينى حتى لو كان عندها 10 بنات برضه صعب لكن الأمر يسهل لما يكون الإيمان و اليقين والرضا بقضاء الله قد ملأ قلب المسلم .أسال الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك شفاء لا يغادر سقما .
هنوتي ….منجد قصتك اثرت فيني ….
الله يشفيك من مرضك وربي اني ادعيلك ليل نهار ياعومري
فعلا الام شئ عظيم …شخص يحب التضحيه كثيرررررررررررررررر
الله يطول باعمارنا ان شاء الله ونرد لهم لو جزء من حقوقهم …..
حبيييبة قلبييي يآآ أميييي .. : (:(:( …
الله يريييح قلبهآ ويطمّن بآلهآ .. ويشفييكيي يآ عمّة .. ويبدل السنة الي فآتت كلهآ سنين سعآدة وأحداث حلوة يآآرب ..
من جد ياعمة والله مني عآرفآ إيش أعبّر .. !
جسمي كلّو قشعر .. ! 😦
أأأأأأأأأأأأأأأأأأأاه يا هناء ادمعتي عيني واحزنتي قلبي….
ربي يحفظ لك هذه الوالده الحنون التي ربما مصابها اشد من مصابك فالام تتمنى ان تتألم فيها ولا تتألم ثمرة فؤادها…
ربي يحفظك لها و ويحفظها لك ويحفظ لنا اولادنا…
أم المنذر ، فعلاً انا أعتقد أن مصاب أمي أعظم من مصابي ..كثيراً ما أفكر أيهما أهون علي : أن اصاب أنا بالسرطان أو يصاب أحد أولادي ؟ فأجد أن إصابتي أنا أهون بكثيييير علي ، لابد أنها تفكر بنفس الأسلوب .
أم المنذر ، سعدت بمرورك
الله يسامحك ياهنو بكيتيني بالرغم من ذكرى المرض الاليمة الا ان كلماتك خرجت بإنسيابيه رائعة
صحيح الواحد يداري قد مايستطيع عشان مايتعب الوالدين لكن سبحان الله يحسون فينا ومهما كتمنا راح يعرفون ااه الحمد لله على كل حال الله يعطيهم الصحه والعافيه ويجعلنا جميعا من البارين بائنا وامهاتنا
أسأل الله لي و لك ولكل المسلمين الشفاء التام انه على ذلك قدير
يا اللـــــــــــــــــــــــــــــــه يا عمة :”(
بكييييييييييييييييييييييييت كتييييييييييييييييييييييييير :””
الله يخليكي لنا إنتي وأمي ()
يا حياتي يا أمي وحشتييييييييييييييييييييني :”””
هل أجرؤ أن اقول أني تجاهلت أن افتح مدونتك كل هذه الفترة الفترة لما أصابني من تأثر شديد وحزن مما كتبته… والله قد أدميت قلبي … ما أقول إلا الله يجزي الوالدين خير ويرحم ضعفهم وتحنانهم علينا …
أسأل الله أن يثبتنا وإياك وإياها والسامعين بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة …
انامتابعه للمشاركاتك في عالم حواء وحسيت كم انت امراة قويه وصابرة شفت فيك القدوة على الصبر رغم الجراحات لاني امر بفترة عصيبه من الالم يالله اليوم كنت احكي لزميلتي عنك وعن صبرك وانا ماعرفك خنقتني العبرة شكثر انت قويه..ويوم قريت مدونتك حسيت اني اعرفك من زمان كلامك عن امك ذكرني بامي وكيف تحملت عذابات السنين عشاننا وتكتم المها ويليتنا ريحناها شيلناها همومنا آآآآآآه يالام بكيت وانا اشوف امك والله حاسه باحساسها الله يخليها لك ويحفظك لها ولايفرقكم يارب ..دعواتك لي
عزيزتي هناء أبكتني كلماتك كم هي مؤثرة
كم هي الام غاليه علينا وهي أحن إنسان علينا مهما مر بنا العمر وأصبحنا أمهات نبقي بحاجة لحنانها وحضنها الدافئ
وأنا أكيدة أنك ماذكرتي شي مما مررتي به جعله ربي في ميزان حسناتك ….
ربي يشفيكي و يعافيكي ويخليلك الوالدة يااااااارب وكل أحبتك
استاذتي ومعلمتي الفاضلة لو ممكن اسم كتابك ..وهل نزل بالاسواق
هلا خلود .. كتابي قارب ينفد من الأسواق .. اسمه : الحياة الجديدة ، أيامي مع سرطان الثدي .. ممكن تجديه في جرير