حينما كتبت ذاك الفصل من كتابي والذي سميته ” صديقتي الفاتنة سارة ” ، كنت أقصد به ذكر الحدث الجميل الذي مررت به ، والذي قدّر الله أن تكون بطلته صديقتي سارة ، في وقت تداعت علي آلام جسدية ونفسية كثيرة نشأت من جلسات الكيماوي المتلاحقة ، وأمور أخرى .
أعجبني جداً محتواه ، وأعجبني أكثر عنوانه – ولا تعجب من إعجابي بصنعي ، فأرجو أن لا يكون ذلك غروراً ، وإنما هو تماماً كإعجاب ربة المنزل الماهرة بطبقها ، وإعجاب المهندس بديكور منزله الذي أنشأه– ولكن بعدها تردد في ذهني : كم من الفاتنات اللاتي قابلت في فترة مرضي هذه ؟ كم من الفاتنات أدخلن السرور على قلبي ؟ في إحدى التعليقات على تدوينة ” صديقتي الفاتنة سارة ” ذكرتُ أن الفاتنة عندي هي التي تبذل جهدها ووقتها ونفسها لمساعدة الغير ، وعلى هذا كانت حياتي العام الماضي ملأى بالفاتنات .. خلدت إحداهن – سارة – في أحد فصول كتابي ، والباقيات لسن بأقل منها وإن لم أذكرهن .
هناك ، في ذاكرتي ، مساحات واسعة شاسعة من الفضل لأهل الفضل ، قدموه لي بعفوية وتلقائية ، إما لأنهم على هذا جُبلوا ، أو لأنهم رأوا ما لإدخال السرور على قلب المسلم من أجر ..
اليوم ، حينما تلقيت نتيجة أشعتي الأخيرة والتي أظهرت خلو عظامي بفضل الله تعالى ومنته من المرض أرسلت بهاتفي الجوال لعدد من الأشخاص الذين كانوا يبدون اهتماماً كبيراً بنتيجة الأشعة أبشرهم بفضل الله علي .. وفي خلال عشر دقائق تلقيت من الرسائل النصية عدداً مماثلاً لما أرسلته وفوقها بعض المكالمات كلها تهنئ وتبرّك وتدعو الله بإسباغ النعمة عليّ وعلى ذريتي ، ومنهن من بكت من الفرح ، ومنهن من بشرت أهلها ، ومنهم من رتب لي ولائم .. وأنا بين هذا وذاك ، تغرورق عيني بالدموع امتناناً لهذا السيل الجارف من المشاعر الجميلة والعواطف الفياضة ..
عندها فكرت .. لابد من تدوينة شكر ، أشكر لكل هؤلاء الناس فضلهم ودفء مشاعرهم التي غمروني بها في أوقات كانت أسناني تصطك فيها من شدة برد الظروف المحيطة آنذاك ، وكنت أشكو جدب القلب من الأمل أحياناً ، ومن ضيق الإحساس بالوحدة أحياناً أخرى .. فكانت مشاعرهم تمسح بيدها الحانية على قلبي الضعيف فيقوى بإذن الله عندما يعرف أن هناك ، في هذا العالم ، ما تزال مجموعة كبيرة من الناس تستحق أن تعيش لأجلها ، وأن تكافح المرض لأنها تقف وراءك وتشجعك وتبث في قلبك التفاؤل والمحبة .
هناك فايزة التي كانت تدعو ابنتي لطيفة عندها – لما غبت عنها لتلقي جلسات الكيماوي – تمسح على رأسها وتحتفي بها وتداعبها في وقت كانت فيه لطيفة تشكو من حالة ( ما عندك أحد ) !! أي جميل حمّلته فايزة ظهري بفعلها هذا ؟ هي تنعم بعيش هانئ بأخلاقها الجميلة ( الله يبارك لها ) وأنا أحيا تحت وطأة هذا الجميل الذي أسأل الله الكريم أن يجزيها عني خير الجزاء .
ونادية .. مرة ثانية ؟ نعم ثانية وثالثة وعاشرة وألف .. ألم أقل أنها وأهلها هم أهلي في المدينة ؟ تخجلني بإطرائها وثنائها علي ، تخجلني بتواضعها وخدمتها لي ، وتفانيها في إشعاري بالأهمية .. مرة أخرى أقول – وهذا للفائدة – كم من الخير تفعل لو أدخلت السرور على قلوب الناس ، وبالذات مريض السرطان ، الذي لا يفتأ يشعر بثقله على أحبابه والمجتمع ، وكثير منهم يشعر بالتعاسة وقرب انتهاء الحياة ، فتكون الكلمة الحسنة والمعاملة الجميلة والهدية الصغيرة والدعوة البسيطة غير المتكلفة مع جمع من الأصدقاء من أكثر الأمور المشعرة بأهمية هذا المريض والمنشطة لاستعادته زمام نفسه اليائسة مرة أخرى بإذن الله .
مروة .. بكرمها وحسن ضيافتها ، وإصرارها الدائم على زيارتها وحسن ظنها بي ..
ما عساي أن ( أحس فيه ) وهي تقول بلهجتها السورية المحببة ( أنت يا هناء حتة من ألبي ، الي بيألمك بيألمني ) .. أرسلتها لي رسالة نصية في تلك الليلة التي علمَت فيها بخبر مرضي ، ولم تجد الشجاعة الكافية لمواجهتي بما علمت ، لعلها إذ فعلت لفتحت عليّ وعليها سيولاً من الدموع .. صبرتني على بلائي وذكرتني بماضيّ القريب الذي كنت أطلب فيه العلم وأربي أولادي عليه .. أشعرتني أن هذا البلاء الذي أصابني كان نعمة من الله يريد بها تعالى أن يتمّ بها عليّ باقي نعمه بتكفيره للسيئات وبرفعه للدرجات .
بعض بنات منتداي الحبيب في سؤالهن عني واهتمامهن بأمر نتيجتي ، ثم استعمال ألفاظ صغيرة شديدة العذوبة وقوية في الإفصاح عما في القلب : ملح التجمع ، روح التجمع ، قلب التجمع .. فيزهو قلبي ويختال أن هؤلاء – بفضل الله – يحببنني ..
بدرية التي أعطتني في أول مرضي زجاجة كبيرة من زيت السمسم المقروء عليه ، لينا التي لم تنسني من طيب طعامها ورقيتها لي في أيام الكيماوي العصيبة ، لمياء التي كانت تعرض علي سائقها إذا ما احتجته بأريحية تُغبط عليها ، أهلي المحبون الذين تتهاوى أمامهم كل صور الحب والوفاء ..
كل هذه الأمور تثير في نفسي – إذا ما أمعنت فيها التفكير – عجباً كبيراً من هذه النفس البشرية التي تحب الاهتمام ، وتسقي أرضها المزهرة المشاعر الإيجابية .. كاذب من يدعي أنه لا يهتم بحب الناس أو ثناؤهم ، وحزين من يرفض هذا الحب والاهتمام ، وبخيل من يضن بإظهارهما ..
علمتني كل هذه الصور وأمثالها أن أخرج من ( وضعية أبي الهول ) المغرقة في الصمت ، وأبدأ في التفاعل مع الناس ، فقط لأدخل السرور على قلوبهم ،كما أدخل كل هؤلاء الرائعين على قلبي السرور وأشعروني بالبهجة والمتاع .. أشكر من يستحق الشكر ، وأثني على من يسعده الثناء – وكلنا ذاك الرجل – وأحيي الأمل في قلب الكسير بكلمات نابعة من القلب ..
كلنا نحتاج إلى إغداق الكثير من المشاعر الجميلة لنستلمها في يوم من الأيام ، في وقت قد نكون فيه بأمس الحاجة إليها .. والجميل في الأمر أن هذا أمر لا يكلف الكثير من الجهد أو الوقت أو المال .. فقط ، أخرج عن صمتك وأطلق لمشاعرك العنان ، و-صدقني- هي التي ستقودك إلى الطريق الصحيح ..
I ll write this time in English i forgot all the arabic letters place but promise to comment on the other articles in arabic.Your words made me cry not from sadness but coz im so happy to have some one so special like you in my life.I dont deserve all the praise you mentioned and as i always say Hanna appreciate small things and makes you feel you did wonders .I pray our friendship or rather our sisterhood ll last forever.
الله يعمر ايامك بالسعادة والأفراح ..ومبروك النتيجة والحمد لله من قبل ومن بعد والله يهنيك في اخواتك الي وقفوا معاكي..احياناً كلمة تعبر عن الف كلمة والي من القلب يوصل للقلب على طول .
ااااااااااااه مااجملك يا هناء ومااجمل عذوبة حديثك
كيف لا نحبك ياهناء وكيف لا نغدق عليك عذب احاسيسنا ؟
انتي كالمطر لايقع الا تاركا وراءه تلك الخضره والفرحه والسنة تلهج بالدعاء لرب كريم
لا حرمنا الله اياك يا روح تجمعنا المعطاءه
عمتي حبيبتي ..
أحبببببببببك أقوى شي الله يخليكي لينا ولا يحرمنا منك ومن جلستك ..
الحمدلله الذي تفضل عليك بالشفاء التام وأغبط اللواتي كن حولك في ساعة ضيقك لكن غيابي أنا وبناتي عن مشاركتك فرحتك ماكان من اهمال انما من جل ماأصابنا من حزن على فقيدنا الغالي…..رحمه الله واسكنه فسيح جناته
أبلة وداد
ان كنت غبت الآن أنت وبناتك الغاليات بسبب ظروفكن ، فقد كنتن دوماً معي في أول أيام مرضي .. لا أتسى تشجيعك لي أنت وفاطمة في المدونة الأولى ، ولا الإيميلات التي كانت فاطمة جزاها الله خيراً تمطرني بها عن آخر الأبحاث في السرطان والفوائد الغذائي ..الخ .. أبلتي ، كنت ولا زلت دائماً في وسط القلب .
نادية ، هموسة ، سمائي ، الله يخليكم لي يا رب ، ولا يحرمني فيض مشاعركم الجميلة .
ملاك ، جزاك الله خيرا ..
السلام عليكم …
من فضل الله ومنته أن أنعم عليكِ بهذه الأرواح الجميلة التي ماهي الا انعكاس لروحك الاجمل …
وهنا أحب أن أعلق على واحدة من صديقاتك لا أدري لماذا جذبتني وأثرت في من خلال ردودها ووجدت نفسي أرد عليها في أحد المواضيع برد وأنا لا أعرفها ولكني في الحقيقة حين افكر في الموضوع أجدني أعرفها حق المعرفة …
صديقتك العزيزة ابلة نادية … لو كان هناك شيء اسمه توأم الروح لجزمت بأنها توأمك ..
ردودها بسيطة في غير تكلف … فيها شيء من المداعبة والمزح الذي قد يظنه البعض عفاشة لكنه في حقيقته ما هو إلا عفوية صادرة من انسان سقطت بينك وبينه الحواجز ..
بدليل أنها حين تأثرت بكلماتك آثرت الرد بلغة تشعر معها براحة أكبر في التعبير..
ولذا ففي هذه التدوينة أرجو أن تسمحي لي أن اقدم لها تحياتي وتقديري لهذه الروح الطيبة النقية …
أسأل الله أن يديم عليكما هذه الاخوة والصداقة في الآخرة كما الدنيا … كما قال تعالى: (الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين)
الله يتمم لك شفائك يارب ولايحرمنا من طلتك ياجميل
سبحان الله شعور لذيذ تحسي انك محبوبه من الناس
بس في نفس الوقت حمل كبير كيف اكافئهم على وقفتهم
معايه؟ولا راح اقدر لكن الجزاء من رب العالمين
ياما جلست لوحدي افكر في نعمة الله عليه ان من علي
بقلوب حزنت واتالمت لألمي وفرحت لفرحي هم السلوه
لنا ياهنو في مرضنا
ماانسى لما فقت من البنج يقولولي فلانه استخرتلك على
العمليه وفلانه راحت الحرم اتصدقت عنك وفيهم القريب
وفيهم البعيد الى من سنين ماشفته بس سمع ان ….مريضه
هنوتي ياملح الدنيا كلها مو التجمع بس اهنيك على اختيار
مواضيع تراقيمك دايما على الجرح