متع مبهجات : استجابة الدعوات وتحقيق الأمنيات !
14 مايو 2011 بواسطة هناء
كانت هذه الخاطرة تراودني منذ زمن ..
أو لعلي أقول أنها لم تنفك عن ذهني أبدا منذ أن أصبت بمرضي .
هل فكرت يوماً في السعادة التي تغمر قلبك حينما يحقق الله لك مطلباً ، أو يجيب لك دعاء ؟
أتراها بسبب تحقق ما أردت ؟
أنا عن نفسي ، فكثيراً ما تكون سبب سعادتي إحساسي بسماع الله العظيم صوتي وأنا أناجيه ، وأطلبه أن يحقق مبتغاي ..
قبل عدة أيام كنت أقرأ في مادة التفسير أثناء مذاكرتي في سبب نزول قوله تعالى : ” قد نرى تقلب وجهك في السماء ، فلنولينك قبلة ترضاها ” .. كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي أول ما فرضت الصلاة إلى الكعبة، فلما هاجر إلى المدينة أمره الله تعالى أن يحول قبلته إلى بيت المقدس ، وقيل في ذاك أقوال كثيرة ..
كان يتمنى لو يأمره الله تعالى بالتحول إلى الكعبة لأنه كان يحبها ، ويعجبه أن يصلي إليها .. فكان يدعو الله يتحويل القبلة وينظر إلى السماء منتظراً أن يجيب الله دعاءه، ومكث في صلاته جهة بيت المقدس ست عشرة أو سبع عشرة شهراً ..
حتى نزل قوله تعالى : ” قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام ” ..
يا الله .. عندما قرأت هذه القصة اقشعر بدني إذ تخيلت فرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الآية..
وضعت نفسي مكانه ..
كيف تكون فرحتي إذا كنت أدعو الله دعاء حاراً لشيء أرجوه ، ويرنو بصري إلى السماء أتوسل إلى الله بعيني وبقلبي أن يحقق مرادي ..
وقد يطول عليّ الزمان ، ويزداد تشوّفي ..
وقد أيأس ..
قد أعتقد أن الله صرف عني هذا الأمر لشر فيه ..
ولكن لا يزال قلبي معلق بحدوثه ..
ثم يحقق الله رجائي ..
عندها أشعر بالفرحة تنزل على قلبي كالماء البارد في جوف الظمآن ؛ هنية ، حلوة ، منعشة .
هذا التشوف الذي يتلوه إجابة الدعاء أعتبره من أعظم المتع ..
كيف لا وهو يشعرك بعظمتك وعلو مكانتك ، إذ كان ربك هو الله ، السميع القريب المجيب .
في معركة بدر ، كان يبلغ عدد المسلمين قرابة الثلاثمئة شخص فقط مقابل ألف من المشركين ..
لم يكن معهم إلا فرس واحدة وكانوا في حال يرثى لها من الفقر والحاجة .
كل الدلائل المادية كانت تدل على الغالب والمغلوب ..
كل الدلائل المادية كانت ترجح كفة المشركين ، وأنهم هم الغالبون ( وهم يضحكون )!!
دخل رسول الله صلى الله عليم وسلم العريش وطفق يدعو ربه دعاء حاراً قوياً ، يرفع يديه إلى السماء يقول : ” اللهم أنجز لي ما وعدتني ، اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض أبداً ” ، وما زال يستغيث ربه ويدعوه حتى سقط رداؤه عن مكنبيه ، عندها جاءه أبو بكر وأرجع الرداء على منكبي رسول الله صلى الله عليه وسلم واحتضنه من ورائه وقال : يا نبي الله ، كفاك مناشدتك ربك فإنه منجز ما وعدك ” ، فأنزل الله تعالى ” إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين “وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر : ” أبشر يا أبا بكر أتاك نصر الله ، هذا جبريل آخذ بعنان فرسه يقوده ، على ثناياه النقع ” .
كلما قرأت هذه القصة تغرورق عيناي بالدمع رهبة من هذا الموقف .
من سماع الله لدعاء نبيه ، وسرعة استجابته والتي قال في وصفها( فاستجاب ) فأتى بالفاء الدالة على الترتيب والتعقيب : تستغيثون فاستجاب !
أتخيل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو خائف على دينه .. على أصحابه يدعو الله بقلب مرتجف .
أي فرحة نصفها تلك التي تصيبه إذا ما أنزل الله نصره عليه واستجاب دعاءه وأمّنه مما يخاف ؟
في مجموعة النعم المنسية في الفيس بوك كتبت آلاء هذه الخاطرة :
” والله من أحلى النعم إنك لما تكوني بأمس الحاجه لربنا ترفعي راسك للسما تلاقي في رب يسمعلك .
تخيلي لو ربنا خلقنا وتركنا وكل ما بدنا إياه لازم نعمل موعد وبعد انتظار لما يجي الموعد يقلك بسرعه بسرعه وراكي ناس !!
حتى لو صحينا بنص الليل رح نلاقي ربنا لدرجة انو كل شخص فينا يحس ربنا دايما معاه ما عندو غيرو.. الحمدالله يارب .. وريتنا بالأخير قاعدين نستعمل هالميزه غير بأوقات الحاجه ” .
قبل أيام كنت أذاكر فتلقيت اتصالاً عبر برنامج الوتس أب ، نظرت إليه سريعاً فوجدت إحدى صديقاتي ممن تلقين العلاج الكيماوي وأجرت العملية، تناديني و في كلماتها فرح وسرور ..
أخبرتني أن دورتها الشهرية عادت بعد انقطاع ، وأنها الآن : امرأة .. مرة ثانية !!
فرحت لها كثيراً .. وتفكرت كم في مرضنا هذا من مآسي : استئصال الثدي ، وانقطاع الدورة الشهرية ،وسقوط الشعر ، كلها أمور تسيء إلى سمعتك “كأنثى “..
كانت صديقتي في فرح بالغ ..
أخبرتني كيف أنها كادت تبكي ، وظلت لفترة تعبر لي عن فرحها العظيم ، وعندها قفزت فكرة هذه التدوينة في ذهني .
أليس من المتع والنعيم أن يحقق الله لك أمنياتك ..
أن يشعرك الله أنه يسمعك ، ويعلم دواخل نفسك ، فإذا دعوته أثبت لك أنه يسمعك باستجابته؟
ولكن مشكلتنا العظمى أتعلمون ماهي ؟
إنه الاستعجال ..
نظل نتعجل الدعاء ، وقد ندعو مرة أو مرتين أو خمساً على أكثر تقدير ، فإن لم يستجب الله نقنط ونسلم ونغفل أن الله يحب أن يسمع صوت عبده وهو يلح عليه بالدعاء ..
ونغفل أننا لسنا طاهرين من الذنوب لدرجة أن ندعو فيستجيب الله مباشرة .
ونغفل أن سوء ظننا بالله صرفنا النظر عن الدعاء .
ونغفل أنه ربما كان دعاؤنا خطأ من الأصل : ندعو وأعيننا معلقة بالتلفاز أو ونحن نطبخ ، أو ونحن نتصفح المجلات ..
ندعو بقلب غافل لاه فأنى يستجاب .
الدعاء يا سادة فن له أصول وآداب ..
الدعاء يحتاج إلى حضور ذهن واستجماع قلب وتعلق بالمعطي الوهاب .
نعم ، قد تحتاج إلى الاختلاء بنفسك بعض الشيء .. قد تحتاج إلى إغلاق الأنوار واستقبال القبلة .
أحياناً قد يفيد تقديم صدقة بين يدي الدعاء .. تبدأ بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم تثني على الله تعالى بما هو أهله .. أهل الثناء والمجد ربنا !!
حاول أن تفكر بنعم الله العديدة والعظيمة عليك .
حاول أن تبحث بقلبك – قبل عقلك – عن ألطاف الله في حياتك ثم احمده عليها ..
لك الحمد يا رب على أمي وأولادي ، لك الحمد يا رب على صديقاتي وعلى النعمة الفلانية والنعمة الفلانية ، وتظل تحمد الله على كل صغيرة وكبيرة تذكرها في تلك الساعة .
صدقني ، ستجد أن قلبك شيئاً فشيئاً يشعر بالامتنان لله تعالى ويمتلئ بحبه والافتقار إليه مع تمام غناه عنك ، وضعفك مع كمال قوته ، وعجزك مع جميل قدرته ، وقد يفضي ذلك بك إلى البكاء لحاجتك وفاقتك إلى ما في يديه سبحانه ..
عندها فقط اطلب وتمن ..
اذكر كل ما تحتاجه وتريده ، ولا تنس نفسك من الغفران والرحمة ..
ولا أنسى الكلمة العجيبة التي وصلتني كرسالة جوال ذات مرة : قال ابن الجوزى: إذا جلست فى الظلام، بين يدى الملك العلام، استعمل أخلاق الأطفال؛ فالطفل إذا طلب شيئا ولم يعطه.. بكى حتى أخذه ..
ما أصوبها من كلمة ..
ابك وأظهر الحاجة إلى الله ، ودعك من صلفك وكبرك ، فأنت عند الله عبد فقير ، فتصرف معه تصرف العبيد ، ليكون معك الملك الغني الكريم .
فإذا أعطاك – ومن كل ما سألناه ربنا أعطانا – فهنيئاً لك هذا الفرح ولا تنس أن تحمده و تثني عليه وإذا استطعت أن تتصدق بشيء يسير – أو كبير – شكراً لهذه النعمة فنعم ما فعلت .
كيف لي أن أنهي هذا الموضوع ؟ لا أعرف ..
أنا أحب جدا هذه المتعة ، وبإمكاني أن أتحدث عنها إلى غد ..
ولكن لابد لي أن أذهب ..
سأذهب وأوصيكم باستخدام أخلاق الأطفال تلك مع الله تعالى ..
سأترككم تستمتعون بالعبودية لله الجليل .
وإذا دعوتم في المرة القادمة بالطريقة التي أخبرتكم عنها فاجعلوا لي نصيباً من دعائكم .
0.000000
0.000000
أرسلت فى متع مبهجات | مصنف نعم الله, الفرح, البكاء, الدعاء, السرطان, الصدقة, خواطر, غزوة بدر | 17 تعليق
قراءة اغلب مدوناتك- وكانت في قمة الروع-ابداع يا اخت هناء-واصلي الى الاماااااام دوما
مالذي تفعلينه بنااااااااااااااااااااا ؟
اخبريني يا استاذتي هناااااااء والذي نفسي بيده لقد اصبتيني في مقتل لايعلم المه الا الله جل في علاه
اجمل شي في الكون بعد كوني مسلمه لا اعبد الا الله ولا اشرك به شيئا
هو اننا نعلم علم اليقين ان هناك من يسمعنا ويعلم ما نتمنى قبل ان نتمناه , يعطينا تلك القدره على البوح
بكل مانحس به من غير تردد او خوف
مااجمل ان ندعي ونحن موقنون بأجابة الدعااااااااااء وان طال انتظارنا , جميلا ان ندعو من نعلم ان حاجتنا عنده لا عند غييييييييره
جميلا ذاك الاحساس بان الله يسمعك انتي ولك وقتك الخااااااااااااااااااص بك كأنه سبحانه لايسمع لاحد غيرك وكأنك تلك المدلله ااااااااااااااااااااااااااه مااجمله من احساس
والاجمل هو ان تتحقق تلك الامنيات
لو اردنا ان نتقدم بطلب لاحدى الوزرات مثلا سوف نكتب وننمق العبارات ونحرص على وجود
الشهاده والخبره والتوصيات ونطلب وساطه هذا وذاااااك ونتحمل كافة المشقات ومواعيد وانتظار
وقلق وربما بعد كل هااااااااااذا يعرض طلبك على المسؤول وربما لا , وربما ياتي من هو اقل منك ويقبل
بفضل وساطته وانتي تخرجين تجرين اذيال الخيبه والحسره وتحملين في قلبك احساس الظلم والجور
وبالرغم من كل هذا ماان تسمعين بتقديم ااااااااااااخر سرعان ماتعودين لفعل مافعلته سابقا
ولكن طلبنا من الله عز وجل لايحتااااااااااااااج لكل ما ذكرت ولا لتلك التنازلات التي تكون شخصيه احيانا
ولا لكل ماسبق من التعب واراقة ماء وجوهنا
بل يحتاج ان تستحضري قلبك وعقلك وان توقيني ان الله يسمع دعائك وحاجتك وانك لا تحتاجين
الى وساطه مع ربك
فقط اجعلي ذاك المضغه يتجه اليه بالدعاء الخااااااااااااااالص واليقين الاكيد والرضا بما يكتبه لك
ولا تستعجلي فعند الله لا تموت الامنيات
غفر الله لي مازل به لساني
وان كان من خطا فمني ومن الشيطان
بارك الله فيك استاذتي الرائعه وجمعني بك وبمن نحب في فردوسه الاعلى
عفوا
نسيت ان اقول ولله المثل الاعلى جل في علاه تنزه ان يكون له شبيه
لا استطيع التعليق غير ان اقول وقفة جميييييييييييييييييلة ………………
شعور غامر لا يوصف عندما تستجاب دعواتك..لكن الأهم من ذلك ان نسجد سجود شكر لله في تلك اللحظة..(وإن شكرتم لأزيدنكم) وكلما كان الإنسان ممتن وشاكر لله أعطاه أكثر مما يريد..موضوع رائع خاله هناء اهنيكي بيه.
مدوناتك يا هنو تميزها شفافية النفس وعمق المشاعر.
والفرحه التي تخيلتيها على محيى للرسول صلى الله عليه وسلم,أتخيلها الآن على محيانا جميعا افي
دعاء <>آمين آمين آمين.
اللهم اجعل خير أيامنا يوم نلقاك وأنت راض عنا
الله يحبنا ويستجيب لدعواتنا بشرط اليقين والتفأول واليقين بقدرة الله على. كل شيء. لأنه الله إستجاب لأبليس
ما شاء الله، ما شاء الله، بارك الله فيك، و أحببت كثيراً ما كتبته..في انتظار المزيد من كلماتك القلبية.
ارجوكي ان تدعي لي ان يجمعني الله بنبيل بالحلال على سنته وسنة رسوله الكريم عاجلا غير اجل
بسم الله والصلاة والسلام النور الباعث للأنوار محمد نبي الهدي
والطريق القويم وبعد اروع مارأت عني حكمة البالغة وتفصيلها
البديع تكلمتي فأوجزتي وبلغتي ووضحتي لقلب عما لجهله
دمعتي عيني واوجلتي قلبي ويدلو ذالك لصائك ورقة قلبك
وجمال روحك ونقاوة نفسك انا ؤقبل روحكي الزكيه فل تدعي
ليا الله ليهده قلبي ويخصني بقربه اخوكي احمد العبد الذ ليل المنكسر
والفقير العاجز اوصلني عجزي لحقيقتي وانا لجهلي غافل والشكر و
والثان لله ولي رسوله والحمد لله ربي العالمين
انا انسانة بسيطة ولكن انا ادعوا الله في كل وقت و حين
merci
معلومات في قمة الروعة بارك الله فيك يا اختي وجعل الله كل ما تكتبينه في ميزان حسناتك
ضيف جديد على مدونتك الانيقة .. احببت ماانتقيتي من كلمات افكار سلسله ومضمون واضح،،، وفقك الله
بارك الله فيكى وانعم عليكى غاليتى انى احبك فى الله
لى عندك رجاء ان تنشرى صحات كتابك هنا وجزاكى الله خيرا
جازاة الله خيرا