نظارات شمسية ماركة أبو الف
19 يوليو 2011 بواسطة هناء
حينما شخص الطبيب مرضي لأول مرة ، كان أول سؤال سألته : هل سأموت خلال سنة؟
ضحك وقال: يا شيخة ، اذكري الله .
لم أستطع أبداً استيعاب أني مريضة بالسرطان ..
أتمزح ؟ سرطان ؟ ذاك بعبع قاتل ..
كيف أصاب أنا به ؟
لم يكن رفضاً بقدر ما كان عدم تصديق .
حتى بعد أن تناولت 4 جلسات من الكيماوي وسقط شعري ، وصرت أملك صلعة لامعة تضاهي (أقدع ) صلعة (لأقدع ) حاج أو معتمر ، كنت أشعر أن هذا حلم .
ثم تم استئصال العلامة الفارقة الكبرى بين النساء والرجال ، ولا زلت بين تصديق وتكذيب ..
والآن بعد مرور أكثر من سنة ونصف على تشخيص الحلم ، أقصد المرض أفكر :كل هذه ( المصائب ) ولا زلت أكاد لا أصدق ؟
فماذا عن الآلام التي عانيت منها في الكيماوي، ماذا عن الآلام النفسية الناجمة عن تساقط الشعر ؟ ماذا عن الحروق التي عانيت منها بعد الإشعاعي ؟ ماذا عن الخوف من رجوع المرض ؟
ماذا عن هاجس الموت بالمرض .
ثم يأتيني الجواب :
وماذا عن النعم الهائلة التي اكتشفت وجودها بعد المرض ؟
ماذا عن الحب الذي أحاطك به أهلك وأصدقاؤك ؟ ماذا عن ألطاف الله التي اكتشفت أنك محاطة بها طيلة حياتك ولم تعلمي إلا بعد إصابتك ؟
ماذا عن قناعتك التامة بأن أقدار الله كلها خير ، وأن الله حكيم عليم لطيف ، وأنه إن ابتلاك فقد عافاك من قبل كثيراً، وإن أخذ منك ثدياً فقد أعطاك أشياء أخرى من قبل كثيراً ..
ماذا عن مقولة : أنه ما ابتلاك ليعذبك ، ولكن ابتلاك ليصطفيك ويهذبك .
ماذا عن أن أكبر سبب للوفيات هو أمراض القلب وحوادث الطرق وليس السرطان ، ومع ذلك فإننا لا نخاف من تناول الأطباق المدججة بالدهون ، ولا ركوب السيارات والإسراع بها فوق 140 كم .
الخلاصة: لا يموت الإنسان بالمرض ، وإنما يموت بانقضاء الأجل ..
باستطاعتي أن أقبع في زاوية الحجرة ليل نهار ، أتأمل ما فاتني من شبابي وأبكي على الأطلال ،ولكني بهذه الطريقة أكون قد استعجلت تعاستي فلا أنا بالتي شفيت من مرضي ، ولا أنا بالتي استمتعت بالنعم الأخرى التي لا أزال أمتلكها .
باستطاعتي أن أرتدي نظاراتي السوداء وأنظر إلى الكأس نصف الفارغة ، إلى الجانب المظلم الكئيب الموحش من القمر ، إلى حموضة الليمون المزعجة ..
ولكن ألا تحمي نظراتي السوداء عيناي من أشعة الشمس الباهرة ( خاصة لو كانت من عدسات جيدة الصنع ، غالية الثمن ) ، والكأس نصف الفارغة أستطيع أن أملأ فراغها ثلجاً لأستمتع بمشروب منعش ومثلج في قيظ المدينة الفاخر ، والجانب المظلم من القمر يخبرنا عن عمر الهلال الذي ننتظره في رمضان والأعياد , وقطرات الليمون ضرورية عندي لأستمتع بأطباق الحساء والملوخية والسلطة .
أدركت أنه من العبث أن أضيع حياتي كلها لأن فكرة واحدة لم تتحقق ، وهي : الصحة الكاملة .
من كل شيء سألنا ربنا أعطانا، إلا أنه أمسك عني بعضاَ من الصحة ابتلاء وتهذيباً وتكفيراً للسيئات ، ورفعاً للدرجات، أفيجمل بي أن أندب حظي أبد الدهر ؟
لا يموت المرء بالمرض وإنما يموت بانقضاء أجله .
ومادام أن لي وقتاً محدداً سأموت فيه فلأستمتع بأيامي الباقية – طالت أو قصرت – مع أهلي وصديقاتي وأحبائي وما تبقى من صحتي ..
حتماً لا أملك أن أغير في موعد انقضاء أجلي ، ولكن بإمكاني تغيير نوعية حياتي إلى الأجود بالرضا ، وبإيجاد متع تجعل حياتي حدائق نور ..
ماذا عنك أنت ..
هل نظارتك الشمسية ماركة أبو ألف ، أو أنها ماركة أبو ….
0.000000
0.000000
أرسلت فى من هنا وهناك, خواطر ،, ذكريات بطعم السرطان | مصنف الكيماوي, السرطان, خواطر, سرطان الثدي | 4 تعليقات
ياالله ياهناء كنت ناوية اكتب شيء يشبه الجزء الي يخص المرض ليس سبب الموت بلانتهاء الأجل …وكالعادة ما أجمل كتاباتك وماابلغ تعبيرك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة هناء
أولا أسال الله أ تكوني وجميع من تحبين بخير وعافية
واسال الله أن يبلغنا واياكم شهر رمضان وان يسبغ علينا نعمه الظاهرة والباطنة
ثانيا أخيتي لاأدري كيف أبدأ حديثي معك ولكني ساترك للقلم عنانه عسى أن يسطر ما أريد قوله
أخيتي منذ فترة بعيدة قادني محرك البحث الى مجتمعكم طهر وسبحان من سخر لي موضوعك وحكيك عن المرض الذ ألم بك وعن البعبع الذي خاف منه كل المخلوقات البشرية
لاتعلمي ما فعلته أحرفكِ الصادقة في المضغة الماكثة في حنايا الضلع الايسر
كم كنتِ شفافة صادقة عذبة أحسبكِ على خير والله حسيبك
المهم أخيتي لن أطيل عليك فقط أحببت أن تعرفي أني أحببتك في الله ولله
فقد تعلمت منك الكثير و لا زلت و أسال الله أن يجمعني بك في الفردوس الاعلى مع من نحب
واعذري تطفلي فقد سمحت لنفسي بان أطرز عالمي ببياض طُهركِ
فاهو عالمي الان يزدان بكم فأنتن خير ساقه الله لي
أعذري إطالتي هي كليمات أبت إلا أن تخرج
و أسال الله أ ن يرزقك من خيري الدنيا والاخرة
أختك أهداب
أهداب
جزاك الله خيرا على كل كلماتك الجميلة والتي أسعدتني حقاً.
أحبك الله الذي أحببتيني فيه ،ويسرني تشريفك لنا في المنتدى .
دمت بود وإيمان .
ابو الف بإذن الله … اسأل الله تعالى أن تكون أبو ألف …