شموس في حياتي
28 يوليو 2011 بواسطة هناء
عندي قناعة شبه أكيدة أن التدوينات التي تكتب عن الأطفال هي من أجملها على الإطلاق ، على الأقل في نفس كاتبها .
أولئك مخلوقات طاهرة بريئة (مهما بلغ خبث أحدهم ومكره ) ، ماهرة في انتزاع البسمات والضحكات من قلوب (الطبيعيين ) من الناس .
تذكرون تدوينتي بعنوان : ” حكاية ما قبل النوم ، بطولة شمس !” ؟
كانت هذه من أنجح التدوينات التي نالت استحسان القراء الأعزاء .
الأطفال نعمة من الله .
وأحدد الأطفال ممن لم يتجاوزوا السادسة من العمر ..
فإذا كبروا فإنهم قد يتحولون تدريجياً ( بقصد أو بدون قصد ) إلى أدوات تعذيب لآبائهم .
أما قبل ذلك فذاك عالم باهر من الروعة والبهاء .
كلما أردت استجلاب شيء من السعادة أتذكر شيئاً من أولادي حينما كانوا صغاراً ..
أحاول أن أتذكر ما لا يستدر دمعي في الحقيقة، فأنا بعد سفر سهل زادت شهيتي نحو البكاء !
كم أتوق للأيام التي كنت فيها ( كل ) عالمهم .
يكفي الرضيع فيهم أن يغرق في عينيّ فيشعر أنه في الجنة ذاتها .
وصغيرهم كان يعتقد أني أعلم من في الأرض .
لمساتهم حنان دفاق .
ونظراتهم وله وعشق .
حسن .. أحاول أن لا أخرج عن الخط المعتدل إلى خط الحزن والدراما بهذه التدوينة .. يكفي تدوينة سهل أليس كذلك؟
في الواقع أشعر أني بتدوينة ” رحلة إلى عالم النسيان ” قد قدمت جرعات مأساوية تكفي لعدةأشهر قادمة .
لكن ما أثار هذا الموضوع قبل قليل أن شمساً كانت تمشط شعري..
قررت أن تلعب دور مصففة الشعر ( أبلة ميرفت ) فأخذت تمشط شعري وتفرقه يمنة ويسرة ، ثم تنظر إلي وتقول :
يا ناااااس ..
وتكرر العمل ، وتغير ( التسريحة ) وفي كل مرة تختم ذلك بأن تنظر إلى وجهي وتقول : يا نااااس .
اقتربت لطيفة منا بفضول ، وظلت تنظر إلى ما تفعله شمس ، ثم أعطتها بعض التوجيهات لتخرج منها بنتيجة مفادها أني أشبه ( دانة ) .
قالت شمس : ( ايوة صح ، زي دانة ) !
ثم سكتت برهة وقالت : مين دانة ؟
ضحكت عالياً .. ولبثت أفكر .. كم من الجمال يراه الأطفال في أمهاتهم وآبائهم .
كم من الحب يغمرون أهليهم به بكل أريحية ، في لمساتهم ، في كلماتهم ، في نظراتهم ..
حينما سقط شعر رأسي بعد الجرعة الأولى من العلاج الكيماوي كان شكلي غريباً بالتأكيد .
مهما حاول مَن حولي إقناعي بأن شكلي ( عادي ) إلا أن لي عينين في رأسي أبصر بهما شكلي وأستطيع التفريق جيداً بين ما كان يبدو ( عادياً ) وما لم يكن كذلك .
أتخيل وجود رجل أصلع .. فهذا عادي فعلاً بسبب العمرة والحج .
أما امرأة صلعاء ، فهي غريبة بغرابة لفظ الكلمة : ( امرأة صلعاء ) !
كانت شمسي رفيقتي في فترة المرض والعلاج ..
وكانت تحب دائماً أن تحتضن رأسي من خلفي وتمسح عليه بيديها معاً .
لم تكن تخاف من شكلي ولاتنفر منه ..
بل كان يستهويها جداً أن تضم رأسي إلى صدرها وتقبله ..
كنت أشعر أن هذه الحركة نعمة من الله ، تعيد إلى قلبي بعضا ً من الحياة .
حينما كان عبد الله في الابتدائية كان يستلم مكافأة التحفيظ ويلفها بورقة كتب فيها رسالة حب وشكر على ( تعبي في تربيتهم ) ويضعها بجانب سريري .
وحين كان الثلاثة الكبار صغاراً كانوا يحبون أن يفاجئوني بترتيب البيت ترتيباً متقناً نظيفاً ، أو يأتي أحدهم ليلعب بشعري وهي حركة نسميها ( حَبّو ) فتسترخي أعصابي .
الأطفال تظل أعينهم على آبائهم ، يرصدون حركاتهم وأقوالهم ويتعلمون منهم .
قبل الاختبارات كنت في جدة لمدة أسبوع بسبب موعدي مع طبيب الأورام .
خرجت في إحدى الليالي ورجعت متأخرة ولما تنم شمسي بعد .
وضعتها في فراشي وأنا متيقنة أنها ستنام خلال خمس دقائق ، ولكنها تأخرت عن ذلك كثيراً .
أصابني الملل وأدركت أني طالما كنت معها في الحجرة فلن تنام ، لذا أخبرتها أني سأذهب إلى دورة المياه كي أتوضأ وأغسل أسناني ، وأن عليها ألا تقوم من فراشها حتى أعود .
خرجت وكلي أمل أن تنام خلال هذه الفترة ..
وبعد خمس دقائق مررت بالحجرة فسمعتها تغني فقررت أن أتأخر عن الدخول إليها قليلاً ريثما تنام .
وذهبت إلى الصالة وفتحت كمبيوتري لأتفقد أحوال المنتدى .
وجدت مواضيع تحتاج إلى رد فاستغرقت في الكتابة لأفاجأ بعد قليل بصوت من ورائي يقول : الكذب حرام !
كاد قلبي يتوقف ..
ففي هدأة الليل ، والسكون المزعج خرجت شمس من الحجرة لما انتبهت إلى تأخري عنها ، ومشت بخطوات صغيرة رقيقة على الأرض المكسوة بالبساط في بيت أمي لتكتشفني جالسة أطقطق على الكمبيوتر وأنا التي وعدتها أن أرجع إليها بعد انتهائي من طقوس ما قبل النوم .
اقشعر جلدي ، وبردت أطرافي ، وأكاد أجزم أن الأدرينالين قارب على أن ( يخبط ) السقف برأسه .
التفت إليها سريعاً ، وقبل أن أتكلم ، دخلت بهدوء وهي تنظر إلي نظرة جانبية ، وقد ارتسمت الجدية الصارمة على وجهها ، وكررت بصوت حازم : الكذب حرام ..
هنا تداعت إلى ذعني كل مقاطع الرعب التي شاهدتها حين كنت أمثل ( الكوالة ) في مراهقتي .
لوهلة خاطفة تخيلت أني سأسمع صوتاً عميقاً يخرج من جوفها ليقول : الكذب حرام .
أنتم لم تروا النظرة ..
ولم تسمعوا النبرة ..
كانت خطيرة بالفعل ..
وللمعلومية .. شمسي ممثلة بارعة ، وتتقن جداً تمثيل هذه النظرات لتشعرك بالذنب أو الخوف أو الاحتقار ، أو ما شاءته وكان مناسباً للظرف .
كانت ترتدي قميص نوم طويل ، وظلام البيت من خلفها ، فبدت بالفعل وكأنها خارجة من أحد أفلام الرعب التقليدية.
انتبهت من فزعي وقلت : بسم الله ، فجعتيني ..
فقالت وقد لانت نظرتها بعض الشيء : الكذب حرام .. ما قلتي حترجعي ؟ كيف قاعدة ع الكمبيوتر ؟
قمت إليها وأمسكت يدها الصغيرة وقدتها إلى الحجرة وعقلي يفكر : أوه الحمد لله . تتكلم بطريقة عادية .. لم تخرج إذن من أفلام الرعب .
شرحت لها أني قصدت فعلاً الرجوع إليها بعد انتهائي من الوضوء ، ولكني أتيت إلى الصالة لأرى شيئاً سريعاً فانتهى بي المقام إلى التطويل ، وأخبرتها أن : أمي لا تكذب ..
أعترف أني اخطأت نواعترف أني لم أقصد خداعها ، وإنما كان قصدي ألا أتواجد معها لتتمكن من النوم سريعاً .
وأعترف أنها منذ ذلك اليوم صارت تفسر كل ما لا يحدث (حرفياً ) مما أخبرها به أنه كذب ، ولو كان في الحقيقة سوء فهم أو خطأ غير مقصود . وصارت تكرر لي : الكذب حرام يا أمي.
ماكان موضوع هذه التدوينة بالضبط ؟
لا أعرف .. لا شيئ محدد هناك .
فقط أحببت ان أشارككم خواطري بشأن هؤلاء الأحبة ..
لا أعني بها شمس فقط .. وإنما شموس حياتي أجمعين .
0.000000
0.000000
أرسلت فى أمور عائلية وما إلى ذلك, خواطر ،, ذكريات بطعم السرطان | مصنف نعم الله, الأسرة, الحب, السرطان, بنات, خواطر | 10 تعليقات
اه يا عمتي ضحكتيني موتيني من الضحك ههههههه يعني مش بس انا اللي انفجع من بنتي ولا هية لوجي الوحيدة اللي يصير شكلها كانهل طالعة من افلام الرعب احيانا ! الله يسعدهم ويحميهم ويهديهم , صراحة انا اعتقد انهم يبداوا يصيرو اداة تعذيب من سن خمسة او اربعة بس برضهم لزاز في لحظات متفرقة بريئة بعد هادا السن. افتكر لمن لوجي كانت سنة وشوية وانومها على سريري في الضلام كانت تحب تحبي فوق السرير وتقرب مني وعيونهت تلمع وهية بتسوي صوت زي الفحيح , كانت تموتني رعب ههههههه ومرة كنت في الضلام حاطة اللابتوب على حضني اتفرج على مسلسل عن مصاصي دماء والغرفة ضلام دامس وفي مشهد كان الفامباير بيهجة على الفريسة فجاة سمعت صوت من ورا اللابتوي ” ماما ليس بتسوي” ؟؟ طبعا ما يحتاج اوصف نطيت و صرخت وهزأت ههههههه المفروض انها كانت نايمة في غرفة ماما من زمااان وانا قاعدة في غرفتي لوحدي ما انتبهت لمن دخلت وطلعت السرير وراسها فوق اللابتوب عشان كنت حاطة السماعات! الله يهديهم كنت حاسة انه حتجيني سكتة قلبية بسببها في يوم من الايامبس الحمدلله كبرت وبطلت شوية هادي الحركات. الله يخليلك شمسة وباقيي الحبايب وتفرحي بحكاويهم. ملحوظة : شكلي كتبت معروض مش تعليق ههههههه
يا سلااااام يا ريم
ياريت دايماً تكتبي لي معاريض زي كدة 🙂
لذيذة هذه الشمس كم احبها وكم فهمت سبب حبك لها الله لايحرمك من شموسك ولا يحرمني من شموسي امييييييين
اللهم آمين يا أبلتي
هههههههههههههههههههههههههههه
بسم الله الرحمن الرحيم
والله تخيلت شعورك ياعمة والادرينالين وكل شي وحتى شكل وصوت شمسة هههههههههههههه
الله يخليلك هيا وباقي الشموس – طبعاً أكيد أنا وحدة من شموسك P: –
فااا الله يخليهم لكِ ويهديهم يارب ()
ومشالله على أسلوبك ..
بكل صراحة لما أقرالك .. كإني قاعدة ف غرفة مشمسة وأجواء باردة والمنظر المُطّل زرع أخضر جميل منسق ورائحة القهوة تنبعث من كوبي فتملأ أرجاء الغرفة :))
من جد مابمزح ، يمكن لإني أحب هادي الأجواء ودي القعدة فأسلوبك الساحر اللطيف تبارك الله تجعلني أعيش في داخلها ..
شكراً عالمشاعر التي تنثريها علينا ()
أكيد أرورة انت واحدة من شموسي 3>
وشكرا على الإطراء ( فيس خجلان )
هههههههه .. يآآ إييييش جبتيليييي الضحك .. وتخيلللت صووتها يآآ عمة ..
صووتها البطّآآووي .. يآآربي يخليلنا هآدي الشمس ..
وشموووس حيآتك وو حيآتنآ كلنآ يآرب ..
فعلاً الأطفآل هدوول رحمة من الله سبحآنه وتعالى ..
أحسسسهم ينحطّوو ع الجرح يبرآآ ..
أبغآآهم كلللهمممم 😥 😥 ,,
الله يسعدك يآعمة .. وو أستمري وو إلى الأمام ..
ويآريت عندي بنت عشآن أحكيكي زي ريم وأفرحك << يعني مو عشان أنآ أبغا أصلا 😛 خخخخ ..
لأ لأ لأ … موش ممكن … أنا لازم أزوركم واشوف مسلسل العرب اللي اسمه (شمس) ,,, ههههههههه
ألم أخبرك أني أحب أفلام الرعب …!!!
كم تبدو لنا تصرفات الاطفال غريبة ببرائتها وصدقها وفي الواقع أننا نحن من صرنا نزيف الوقائع ونلف بعض الحقائق بكلمات وعبارات مواربة و.. تعرفين ما أعني …
بالنسبة لي فأنا أعاني من ألسنة ابناء أختي والتي لاتفارقها أسماء الحيوانات وأوصافها، وبالياباني أيضاً …ولأني تعبت من الكبار فقد صرت أوجه الصغار وبالتحديد ديمة ومحمد .. بعد ذلك صاروا هم يقومون بتوجيه أخوتهم الكبار فيقولون: خالا ميو قالت: لاتقولوا حمار .. وصارت مثل لعبة تصيد الاخطاء فكل من يقول هذه الكلمة يتم توبيخه باللازمة (عيب خالا ميو قالت) … ما يغظيني أني ذات مرة كنت أشرح أمراً ما لا أذكره وذكرت كلمة الحمار.. فما كان من ديمة إلا أن قفزت كالضفدعة في وجهي وهي تقول: خالا ميو كيف تقولي حمار مو عيب… ومع أني حاولت أن أشرح أن الكلمة بذاتها ليست عيباً … لكن كما يقال: ماعندك أحد …
استمتعت بالقراءة،،،
ميو ضحكتيني وفي نفس الوقت فكرتيني لما كان الأولاد صغار كان عندنا فوبيا الشتم . ياااويييل أحد يسب كان بالفلفل الأسود على طول أو أغسل لسانه بالصابون ( إرهاب على الطريقة الأمريكية ) . ففي يوم كنت أشرح درس وذكرت حديث : لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب أو صورة ، وكان خالد عمره 3 سنوات ونصف ومر جنبي فسمعني و(فرمل ) وقال : لا تقولي كلب . عيب تقولي كلب . تقولي كلب ؟ ما يصير .
خلااااص خلااااص ، فهمنا ، يا ابني ما بأقول كلب كسبة ، ترى يجوز أني أذكر اسم الكلب .
بس تقولي لمين ؟ واحد عمره 3ونص كيف يفهم الفرق ؟
هههههههههههههه يعطيك العافيه ياعمه هههههههه اتحمست اقول عمه من البنات هند وريم واروى ومااعرف مين طالعه خطيره عليك عمه وربي بجد ونعمه العمه ,,,
وبالنسبه لشموسه فديتها ربي يحميها ويحفظها لك يااااااااااااارب وعلى مواقفها الحلوه ربي يحميها وربي مت ضحك عليها ههههههههههههه بوسيلي هيه
وتقبلي مروري