إتحاف الأعزة بالحصول على جلد الأوزة !
13 أغسطس 2011 بواسطة هناء
لو طلبت منكم أن تذكروا لي ثلاثة أسباب للقشعريرة ، فماذا ستكون إجاباتكم ؟
الأول : الشعور بالبرد.
الثاني : ارتفاع درجة الحرارة .
الثالث : صوت احتكاك الظفر بالسبورة !
حسن .. سأذكر أنا لكم الآن عدة أسباب أخرى تسبب لي القشعريرة وما يسميه الغربيون : جلد الأوزة goosebumps !
هناك مثلاً القصص العجيبة التي أسمعها في تعويض الله المتصدقين .
هل تتخيل أن يؤدي شخص ما صدقة قد يكون أخرجها من نفيس ماله ( الذي قل واحتاج إليه ) ويعطيها لشخص لا يعرفه ليفك عنه كربة أو يفرج عنه هماً .. فلا يلبث أن يرزقه الله أضعاف ما قدم؟
أليس حدوث مثل هذا الأمر يعزز في نفسك وجود الله تعالى وعلمه وإحاطته بمخلوقيه ، وكرمه وجوده فلا يقبل أن يكون أحداً أكرم منه .
من معارفي امرأة تصدقت كثيراً في شبابها.. كثيراً جداً بالنسبة لمالها الأصلي .
ثم أنها طُلقت حينما أسنّت ، وبدأت تشعر بالحاجة إلى أهلها وإلى الناس ، عندها أراها الله تعالى أنه لا ينسى المعروف ، ورأت بعينيها مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب، ولا يصعد إلى الله إلا الطيب، فإن الله يتقبَّلها بيمينه، ثم يربِّيها لصاحبها كما يربِّي أحدكم فَلُوَّهُ، حتى تكون مثل الجبل ) رواه البخاري ، فصارت تُرزق من حيث لا تحتسب فعلاً ، وما زادها ذاك إلا صدقة ، شكراً لله على رزقه وامتناناً لجوده.
من الأسباب التي تبعث على القشعريرة في نفسي رؤية المصلين في الحرم المكي وهم يؤدون صلاة التراويح .
كنت قد كتبت في الفيس بوك قبل أيام : ( أنظر إلى صلاة العشاء في المسجد الحرام ، المسجد يغص بالمصلين حتى السطح ، قرابة المليونين مصلي يتحركون معاً : يركعون معاً ، ويسجدون معاً في تناغم وامتثال عجيب ، وأفكر : مليونين يؤدون نفس الحركة بأمر رجل واحد .. حتى أمريكا لا تستطيع أن تجند أشخاصاً يفعلون هذا الفعل بهذه الدقة إلا بتدريبات شاقة ، في حين يمكن لأي طفل عندنا في السادسة أن يمتثل.. إنه لدين لو كان له رجال !! )
وبقدر القشعريرة التي تنتابني لرؤية هذا المشهد المهيب ، ينتابني الألم لرؤية تخاذل أبناء هذا الدين عن نصرته . وحين أقول نصرته ، فإني أعني بذلك إقامة حدوده والاعتزاز بتكاليفه وأدائها على خير وجه ، لا محاولة تمييع أحكامه والتملص من أوامره وتهوين شأنه في نفوس المسلمين تحت مظلة (الدين يسر) أو (بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا) … الخ .
تنتابني القشعريرة كذلك حين يستجيب الله دعائي .
حينما أحتاج ( ودائماً أنا لله محتاجة ) فإني أختلي بنفسي ، وأغلق الأنوار لئلا يلهيني رؤية ما في الحجرة، ثم أغمض عيني زيادة في التركيز ، وأبدأ بالثناء على الله تعالى .
تعجبني كلمة : أهل الثناء والمجد .. نعم .. ربي أهل الثناء والمجد .
أسبحه ، وأثني عليه ، وأبدأ في سرد نعمه عليّ وحمدها .. تلك النعم الصغيرة التي لا نفكر فيها كثيراً .
أذكر لكم بعضها ؟
هناك نعمة الذهاب إلى الحمام .
هل تستهين بهذه النعمة ؟
من يعاني من الإمساك المزمن، أو كان يتلقى العلاج الكيماوي الذي يسبب الإمساك ، يعرف كم هي عظيمة هذه النعمة .
ليس خروج الفضلات هو النعمة الوحيدة في هذا الأمر .
ولكن من النعم أن تكون لك القدرة على أن تمشي بنفسك ، لا تنتظر مساعدة إلى الحمام وقتما احتجت ، وتغلق عليك الباب وتقضي حاجتك دون أن يسمع منك أحد أو يشم ما تكره .
كم مرة تمارس هذه النعم يومياً .. هل تحمد الله عليها بالذات ؟
حينما تعد لنفسك طعاماً هل تحمد الله على مجموعة النعم التي تركبت منها هذه النعمة العظمى ؟
أنك تجد طعاماً طيباً تأكله ، كما أنك تتلذذ بمذاقه ، ثم أنت تملك ترف الاختيار بين أنواع شتى من المأكولات والحلويات ، في حين حُرم هذه النعم أجمعين أهل الصومال الآن . هل فكرت في نعمة أنك لا تعد طعامك في زمن أسماء ؟ ( فضلا مراجعة التدوينة السابقة )
هل فكرت أنك تجد طعم البيتزا بيتزا وليس شراب ابنتك القديم ؟ ( فضلا مراجعة التدوينة التي تحمل هذا الاسم )
كم مرة تمارس هذه النعم يومياً ، هل تحمد الله عليها بالذات ؟
أستطيع أن أسرد لك مئات من النعم المركبة : نعمة شرب الماء النظيف البارد ، نعمة الملابس الجديدة ، نعمة التعليم ، نعمة الوالدين ، نعمة الإخوان والأخوات ..
أجلس في الظلام ، وأثني على الله بكل المحامد التي تخطر ببالي ، وأحمده على نعمه تلك نعمة نعمة ، حتى إذا أخذت النفس حظها من الاسترواح بذكر جمال الله ومحامده وامتلأ القلب حباً للباري أذكر حاجتي وأعلم يقيناً أن الله تعالى الذي صفاته ما ذكرت وما علمت سيجيب دعائي ..
فإذا ما استجاب الله فهذه قشعريرة أخرى .. أن الله موجود ، سميع ، حكيم ، عليم ، لطيف ودود ..
قشعريرة أنه كان ربي ، ولم يكن ربي بقرة أو ناراً حارقة ، أو صنماً أجوف .
تأخذني القشعريرةكذلك حينما أقرأ في القرآن ( وكان ذهني حاضراً ) آيات البطش بالظالمين ، ثم أنظر حولي فأرى التاريخ يعيد نفسه ( ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون ) .
أستحضر في ذهني مئات بل آلاف الصرخات للمستضعفين يجأرون إلى الله خالقهم أن ينجيهم ، ونداءات تلو النداءات أن رب ” إني مغلوب فانتصر” !
والظالم يزداد عتواً وتكبراً ويتعرض لوعيد الله بسوء أدبه .. ويحه ، ” أفبعذابنا يستعجلون “؟
ويمهله الله حتى يميز الخبيث من الطيب ، ” فاصبر ، إن العاقبة للمتقين ” .
ولا يزال الظالم يسيء الأدب حتى يستحق أن يأخذه الله ” فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين ” .
هنا تنتابني القشعريرة ، حين أعلم أن الله جبار السماوت والأرض ، يقصم من ينازع الله كبرياءه وعزه ، ويرفع من صبر واتقى فتكون له العاقبة الحسنة .
أخبروني أنتم .. ما الذي يجعل جلودكم كجلد الأوزة ؟
0.000000
0.000000
أرسلت فى نظرات ثاقبة, خواطر ، | مصنف نعم الله, الدعاء, الصدقة, خواطر, سرطان الثدي | 11 تعليق
جميلٌ ماكتبتِ 🙂
وذكرتنا بنعم نغفل عنها كثيراً .. فضلاً على أننا نشعر أنها طبيعية جداً – لازم كل يوم أدخل الحمام وكل يوم أنام وكل يوم أفطر وأتسحر ووو طبيعي جداً – !!
يؤلمني هذه الأيام شيئان وتسببان لي ماهو أسوأ من القشعريرة :
مجاعة الصومال والظلم في سوريا :”
لا يكفي أن أقارن بين معيشتي ومعيشتهم ولا يكفي فقط أن أحمد الله ..
أشعر بالعجز والذل لله على أن جعلني هنا .. مكرّمة منعّمة .. ولم يختر لي أن أكون هنا أو هناك :”
فاللهم لك الحمد حتى ترضا ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا .. سبحانك لا نحصي ثناء عليك أن كما أثنيت على نفسك ..
من الأمور التي تشعرني بالقشعريرة المعروفة :
صوت الصنفرة .. وهي شبيهة بصوت احتكاك الظفر بالسبورة ..
إذا كنت أمضغ طعاماً وسمعت أحداً يصف شيئاً مقرفاً – عامداً كان أو مخطئاً – يع يع ..
وشكراً لكِ ياأكبر نعم الله () :”
أروى ، تراك من النعم ..
ما يحتاج أقول.. انت أحد الأشياء التي أنقذني الله بها 🙂
إيوا والله يا عمة :”)
والله إنها نعم كتيرة الإنسان يكوون غافل عنها … وأستغفر الله
يا ما نسينا نشكورو على الأشياء إلي نحسبها صغيرة .. بس والله إنها كبيرة
والمصلين في الحرم …. شي تاني … مو بس قشعرة …
والله تحسي نفسيك شوية وتبكي … ديننا عظيم والله … 🙂 🙂
الحمد لله على نعمه التي لا تحصى..شكراً على التذكير…صحيح الواحد ما يحس بالنعمة الا لما لما يفقدها ..الله يزيدنا من نعيمه ويقدرنا على شكر نعمه
السلام عليكم ..
صدقاً …!!!
ما شأن الاميركيين والاوز …؟؟؟
فالقشعريرة يشيرون اليها بجلد الاوزة …وإن أرادو أن يخبروا أن فلاناً يمضي في موضوع غير مجدي قالوا: مطاردة الاوز.. ويقولون أن أوزة فلان قد تم طبخها للكناية عن أنه سيموت أو سيواجه بأمر صعب قد يلقى فيه حتفه… ولأني لم أرى إوزة في حياتي سوى في قصص ليدي بيرد فأنا لا أدري ما الرابط بين جلد الاوز والقشعريرة ربما يقصدون جلد الاوزة حين يتم تقشيرها بعد الذبح فيصبح جلدها كما لو كانت مصابة بالقشعريرة لكن حتى الدجاج هو بهذا الشكل وعندما كنت أمسك برجلي الدجاجة ليذبحها والدي وأنا صغيرة كنت ألاحظه حين يغمسها في ماء حار ليتم تقشيرها أو ربما سلخها لا أدري ماهي العبارة المناسبة وكان جلدها بهذا الشكل المقشعِر …
على كلٍ …الرد على تدويناتك يحتاج لتدوينة بحد ذاتها … وعذراً للخروج عن الموضوع فأنا كأستاذتي أحب الاستطراد ودائماً ما يشطح تفكيري بعيداً عن الموضوع الاساسي …
نعم … نِعم الله كثيرة كما تفضلتي … ونعم نحن غافلون عنها .. ونعم نحن لانحمدها ولانشكرها ولانوفيها حقها من الثناء … سبحانك ربي… خيره إلينا نازل وشرنا إليه صاعد ويظل يرزقنا وينعم عليها ويغمرنا بفيض من الهبات والنعم والاعطيات والمنح ما يجعلنا نزيد عتواً وتكبراً و… طمعاً …
ما الذي يجعلني كجلد الاوزة …؟؟؟
يجب أن أقول أنها أشياء كثيرة لكن أغلبها سخيف ومخجل لذا لا داعي لذكرها -لايحسن الاستطراد في مثل هذه الأمور->_<… لكني مثلك أقشعر ألماً لمجاعة الصومال وشهداء سوريا .. اليوم رأيت صورة لمن قتل بيد أزلام الطاغية السوري واسمه (الحولي) كان مقبوضا عليه وتم تعذيبه قبل قتله … حين اقشعريت تذكرت الاوز وتذكرت التدوينة فقررت أن أرد .. لكني اشتغلت بما يشغلنا جميعاً في هذا الشهر الفضيل الطبخ والعبادات .. ثم عندما كنت أقرأ وردي من القران ومررت على الآية: (ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا * إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيراً) .. أُصبت بالقشعريرة فهذا غاية الوعيد والتهديد لخليل الله تعالى ورسوله لكن الله تعالى نجاه من هذا المصير بأنه ثبته على الحق وايده بنصره ..
ثم تذكرت التدوينة مما زادني حمساً للرد … وها أنا ذا …أسأل الله تعالى لي ولكِ ولكل من مر على هذه التدوينة الثبات والنصر والصبر على الطاعات … شكراً على التدوينة استمتعت بالقراءة …
ميمونة ، أظن أن الرابط بين الجلد المقشعر وجلد الأوز موجود كذلك في جلد الدجاج ، لكن يبدو أن الأمريكان على رأيك يبجلون الأوز لسبب معروف ن كما انه ميقولون على الجبان : دونت بي أ قوس !
شكرا كذلك على التعليق الذي يمتعني دائماً ..
لا أعلم إذا كنت قد صرحت لك أم لا ،،
الشيء الذي لابد أن تعلميه أن قلمك [ الحي ] دآئما وأبدا يبعث في روحي انتعاش وحياة
يجعلني أتفكر وأطيل التفكر ،، فإذا بأمور حولي كثيرة أغفل عنها وأنت ـ بفضل من الله – تنبهيني لها ..
أدام الله فكرك ، ورجاحة عقلك ،، وحماك من ذلك الداء المعدي (الإنحلال الفكري )
نعم ربي لا ولن تُحصر ،، هذا ما أستطيع قوله وأومن به
في يوم من أيام رمضان انقطعت الكهرباء لمدة ساعتين عن الحي كله مرة في الصباح من ٩ – ١١ وأخرى في الليل من ٦.٣٠ – ٨.٣٠ ،، قد لا تعلمين ولن تتخيلي مدى الإضطراب الذي حصل ، الأمور التي تعطلت ، المشاكل التي حصلت .. ابتداء من القدرة على النوم في جو مشتعل ، مرورا بتجهيز سفرة الفطور ، انتهاء بالقدرة على الإستحمام أو الوضوء والذهاب للصلاة ..
تذمرااااات لا حصر لها : ( ماني قادر أنام = من فين نجيبلك مكيف ) + ( برنامجي اللي أتابعه بدأ = عمرك سمعت إن التلفزيون يشتغل على البطارية ) +( الموية حارة = طيب الثلاجة طفت ) + (فين عصير الليمون بالنعاع = كيف نشبك الخلاط ) + ( افتحي الراديو عشان نسمع الآذان = يعني التلفزيون ما اشتغل حيشتغل المسجل )…………..الخ وشيء لا يُحصر
تفكرت بعدها كم مرة حمدنا الله على نعمة [ الكهربـــــــــــــــــــــــاء ] ؟؟!!
لكَ الحمد ربي على كل نعمة ، حمدتها عليك قبل أو لم أحمدك
سارة ، أعجبني تعليقك .
فعلا هناك أمور كثيرة لا نعدها نعما وإنما نعدها أمراً مفروغاً منه لابد أن يتواجد .
من ذلك الصحة ، واسألينا نحن المرضى ، وما يتبع ذلك من تبعات : الشعر ، التذوق ، الطاقة ، السلام النفسي ، الروتين … الخ .
والمشكة أننا لانحرك السنتنا بالحمد الصادق حتى بعد إدراكنا لهذه النعم .
المشكلة أننا صموتين زيادة عن اللزوم .
جدن رائعة الكلماات .. مررررآ جزاكِ الله خيرن .. وألف الحمد لله ياربي على ككل كلل شي في دي الدونيا ..
أما ما يجعل جلدي كجلد الأوزة – على قولك – :
فأول شي : صوووت احتكاك الظفرر بالسبووررة :S !! وزي ما هوآ معروف إننا كلنا نحنا جنس الفتيات نتقشعر وتتحمس ردود فعلنا لمن يصدر الصوت ! فاخترعو البنات فكرة أحسن وأحمس شويا تشيلهم من الطفش فحصص الفراغ – زي ما أفتكر فأيام المدرسة – إنهم يستبدلو الظفر بالمسطرة ! ويعملو الحركة مصتقصديين يستفزو الرقيقات الناعماات ههههه الله يديهم بس !!
^ هادي المفروض مو هنا مكانها يمكن ! المفروض في ديك التدوينة حق زكريات المدرسة – مني فاكرة اسمها بالزبط :$ – بس يللا مو مشكلة يارب يكوون عادي ! :$
وتااني شي لممن أكوون فعزز التركيز في التراويح في تلاوة الإمام للآيااات وتججي آية تبيين عظمة الله وإنو مالك كككل شي مرررآ سبحاان الله ! تحسيي ماا أدري كيف !
يا ستي عادي ، تحطيها هنا ، تحطيها هناك ، المهم أنه شي يقشعر والسلام 🙂
بالنسبة لقشعريرة الصلاة ، فعلا صحيح كلامك ، والله يرزقنا دائما حسن التدبر لكلامه .
متشكرين أوي على التعليق الظريف
الحمدلله ع نعمه التي لا تعد ولا تحصى ..اما بالنسبه للقشعريرة ههههههه انا اكتر وحده اتقشعر من الوشوشه في الادن او ان احد يلمس شعري او اي شي من جسمي واشياااء كثيرة …….اعضمها القشعريرة من كلام الله عزوجل واحس اني انا المخاطبه بهذه الايات يارب ادم علينا نعمك ولا تحرمنا اياها