تحدثت في التدوينة الماضية عن صور شتى للهروب .
واليوم أود ممارسة هذا الهروب فعلياً .
الموضوع وما فيه ، أني بدأت في قراءة مذكرة أصول الفقه ، ومنهجنا في هذا الفصل عن المنطق .
قاتل الله المسرحيات .
كلما ذكرت كلمة المنطق أتذكر هذا الحوار في إحدى المسرحيات التي كان التلفزيون السعودي يتحفنا بها في كل عيد :
المعلمة : تعرف إيه عن المنطق ؟
الطالب الخائب : أعرف أن الواحد لما يضرب واحد على دماغه يوأع ما يحطش منطق !!
من الفصل الماضي وأنا ألحظ أن المناطقة صعبوا علينا الأمور جداً في أصول الفقه والعقيدة ، اللذين – لو لم يدس المناطقة فيهما أنوفهم العريضة لاستقامت كتبهما لنا –
أشبه المنطق بمنهج الرياضات المطورة في هذه السنة : فين إذنك يا جحا ، ومن عنده في البيت طالب يدرس هذه الرياضيات فسيدرك ما أرمي إليه .
من ساعتين تقريباً وأنا ( أقرأ ) مذكرة أصول الفقه وأرسم تفريعات وأشجاراً للتقسيمات .
تقسيمات تقسيمات ، ذكرتني بالحديث الموضوع : من قال كذا وكذا خلق الله من كل كذا مئة ألف طائر ، لكل طائر مئة ألف لسان ، كل لسان يقول بمئة ألف لغة ، وهكذا ..
كلما قلبت الصفحات وجدت المزيد من التقسيمات ، وضاقت الورقة بهذه التشجيرات ، وضاق صدري كذلك .
آااااه ، إني أختنق ..
أحتاج لتنفس بعض الهواء النقي .
أحتاج للهروب لبعض الوقت من هذا المنهج الغثيث .
أين المفر ؟
وهنا تدوي اللمبة الوهمية فوق الرأس : إلى المدونة .
أبثكم أشجاني وأستقي بعضاً من الراحة النفسية في الكتابة .
أحياناً ، أشتهي الإجازة وأنتظرها بفارغ الصبر لكثرة المشاريع التي أقمتها في خيالي وأريد إقامتها على أرض الواقع.
فإذا جاءت الإجازة ، مرت الأيام بجنون وانقلب النظام الليلي والنهاري في بيتنا حتى أعود فأتمنى رجوع الدراسة لتنتظم الأوقات .
الآن ، أنا في المزاج الأول .
أنظر إلى طاولتي الصغيرة بجانب سريري فأرى كتباً مكدسة ، بعضها ينتظر دوره في القراءة ، وبعضها ينتظر أن أنهيه .
والله لا وقت لدي .
كل يوم أمسك أحد كتبي بشغف ، وأقلب صفحاته وأهمس بحب : سأنهيك قريباً إن شاء الله ، صدقني..
أعتقد أني بدأت هذه الممارسة منذ بداية الفصل الماضي ، يعني من 8 أشهر تقريباً .
المشكلة أني أبدأ أحياناً في قراءة كتاب جديد ولما أُنهِ ما قبله بعد .
سؤال عارض من تأثير ماذة النحو : ما إعراب ( أُنهِ ) هنا ؟
لو فتحت صفحتي في موقع Good Reads لوجدت أن عندي 10 كتب يجري قراءتها الآن .
عشرة كتب ؟
الصراحة أنها أكثر ، ولكني استحيت أن أسجل الأشياء الجديدة التي بدأت في قراءتها خشية أن يتفلسف علي الموقع ويقول : ( خلصي الّي عندك أول ) !!
عندي مثلاً كتاب اشتريته مؤخراً من أمازون ( الموقع طبعاً وليس النهر ) واسمه 123Magic، وهو كتاب جيد ومثير في تربية الأطفال بين 2-12 سنة .
حتى الآن قرأت ثلث الكتاب ، ولكن أشغالي الكثيرة تحول بيني وبين إتمامه ، وصدقوني أني متشوقة لمعرفة نهايته لسببين : لأتبع الأنظمة التربوية الجدية التي ذكرها المؤلف مع لطيفة وشمس ، ولأضع مقتطفات منه في المدونة علها تفيد أحداً .
في انتظاري أيضاً كتاب ” طفولة قلب ” للدكتور سلمان العودة ، قرأت ثلثه كذلك .
كتاب زاخر بالأسلوب الأدبي الرفيع المعروف عن الدكتور .
أسلوب يشبه قراءته تناول لوح من شوكولاتة الجالكسي الذائبة بالبندق .
هناك كتاب : ” عشت سعيداً ، من الدراجة إلى الطائرة ” للكاتب عبد الله السعدون ، وهو سيرة ذاتية كذلك .
أحب السير الذاتية .
على الأقل هي تحكي قصص ناس واقعيين مثلي ومثلك .
ناس باستطاعتك أن تقلدهم لو أعجبوك ..
مروا بظروف ومواقف ، قرأت كلامهم ورأيت تصرفاتهم واستفدت منهم ، وليست وليدة خيال مؤلف واسع الخيال ، وقد يكون ضيق الأفق فيضيق عليك حياتك .
بانتظاري أيضاً أحد كتب سلسلة Chicken Soup المعروفة ، وهو بعنوان Think Positive.
كتاب ماتع فعلاً ( توني أربط بين ممتع وماتع وأرجو أن يكون استعمالي لماتع صحيح هنا ) ومليء بالتفكير الإيجابي الذي تحتاجه مريضة السرطان خاصة ، والناس بشكل عام .
أنا أعتبر حسن الظن بالله من أقوى صور الإيجابية .
إنها محاولة دؤوبة لتغيير التفكير والنظرة للأمور المختلفة إلى هيئات إيجابية .
ألم أقل من قبل أن السبب في عدم تحقق الكثير من الأمور هو سوء الظن ؟
عندما يفكر المرء أنه لن ينجح لأنه لم يذاكر جيداً بسبب انشغاله مع والدته ، أو لن يدرك الوظيفة الفلانية لأنه فضل مساعدة والده ، أو لن يصير غنياً لأنه مشغول بقضاء حوائج الناس ولا يعمل بشكل كاف ، فعندها لن يتحقق ذلك فعلاً .
لماذا ؟ لأن الله تعالى يقول في الحديث القدسي : ” أنا عند ظن ( وليس حسن ظن ) عبدي بي ، فليظن بي ما شاء ” .
وهذا الشخص أساء الظن ولم يحسنه ، فكان الله عند ظنه به .
بما أن هذه التدوينة هروباً ، فلعلي أختم بذكر آخر إحسان ظني بالله .
كنت أبني فيلا في الخيال ..
ألا يستخدمون تعبير ( بناء قصور في الخيال ؟) حسناً ، أنا لست طماعة ، تكفيني الفيلا .
حلمت ( في يقظتي ) أني استلمت ( لا أعرف من أين ، ولا دخل لي بذلك فهذا من تدبير الله تعالى ) مليوني ريال ، اشتريت بأحدهما المبنى الذي أسكن فيه حالياً ، وبالآخر رممت وجددت وغيرت .
هل كان حلماً ؟
نعم .. هو حلم يقظة ، ولكنه من النوع القابل للتحقيق وليس مخالفاً للسنن الكونية ..
من أين سآتي بمليوني ريال ؟
لا أعرف ..
قالت فاطم : ربما ستشتري هولي وود كتابك وتحوله إلى فيلم .
ضحكت كثيراً ، وقلت : ما شاء الله ، ستشتريه هولي وود بعد أن تسلم .. كتابي مليء بالإيمانيات وإحسان الظن بالله .
لست مسؤولة من أين سآتي بالمليونين ، ولكني أعلم أن الله سميع قريب مجيب .
وأكثر من ذلك ، أعلم أنها لن تكون مليونين فقط ، فإني سألت الكريم ولا يكتفي الكريم أبداً بإعطاء مقدار ما سئل وحسب.
أختم ( هذه المرة حقيقة ، فقد جاوزت الأربع صفحات ) بهذه القصة الغريبة التي تعلمكم فعلاً لماذا أحسن الظن بالله لهذه الدرجة ..
قبل أسبوع تقريباً سألت خالداً عن نسخة كتابي التي فيها الفسح الإعلامي وترقيم مكتبة الملك فهد ، والذي استصدره من بضعة أشهر .
قال لي بثقة : أعطيتك إياه .
استرجعت فوراً ، فهو لم يعطني شيئاً لأنه رجع من الرياض إلى جدة عن طريق الطائف ولم يمر بالمدينة ، فعلمت أنه ضاع .
اتصلت على أمي وطلبت منها أن تبحث في بيتها ، واتصلت على كل من قد يكون له صلة بالأمر ، لكنهم نفوا رؤيته أو وجوده عندهم .
عدت للمذاكرة ، إلا أن خيالي كان يسبح بعيداً في محاولة يائسة للبحث عن الكتاب ، أسترجع الذكريات لعلي أجد في تفاصيلها ما يدلني على كتابي الحبيب .
أمضيت نصف ساعة عجزت فيها عن التركيز ، والوقت يمضي وعندي أطنان من المذاكرة .
عندها دعوت الله بصدق : رب أسألك أنت لا غيرك أن تأتي لي بكتابي .كيف ؟ لا أعلم فأنت ربي ومدبر أمري .. توكلت عليك وحدك وفوضت أمري إليك وحدك .
ثم رميت الأمر خلف ظهري وعدت للمذاكرة ونسيت الموضوع .
عشر دقائق فقط ، وتجيئني فاطم في حجرتي وتسألني : ماذا تعطين من يجد كتابك ؟
أصدقكم القول أني لوهلة شعرت بالخوف الشديد .
أحول أن أفسر سر خوفي ولكني أعجز ..
هل هو خشوع ، هل هو رهبة من الموقف ، هل هو خوف حقيقة ؟
أخبرتني فاطم أنه قبل عشر دقائق طلب خالد من أروى أن تبحث له عن الهارديسك ، فبحثت ولم تجد ثم تذكرت حقيبة اللاب توب القديمة المغبرة ، فبحثت فيها فوجدت الكتاب !
يا الله . اقشعر جلدي ..
لماذا طلب الهادريسك في هذه اللحظة بالذات ؟
ما الذي دفعها للبحث عنه في هذه الحقيبة القديمة المغبرة ، في حين يكون فرصة وجوده فيها أقرب ما يكون ل2% ؟
كم نضيّع على أنفسنا بسوء ظننا بالله .
لماذا يكون حسن الظن بالله علينا عسير ؟ هل جربنا عليه مساءة أو جوراً أو سوء تعامل ؟
أنا بالنسبة لي لم أر منه إلا كل جميل ، حتى في مرضي ..
نعم ابتلاني ، ولكنه أنزل من أنوار الألطاف والرحمات ما أعشى عين البلاء ، فما عدت أرى إلا هذا اللطف وتلك النعم ..
أفتراني يجمل بي أن أسيء الظن به ؟
لازلتم تضحكون من المليونين كيف ستأتيني ؟
اضحكوا ، فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله .
لكن لا يأتيني عندها أحد منكم يطلب مني أن أدعو له .
والآن ، وبعد أن ضربت رقماً قياسياً في الثرثرة اليوم ، لابد لي من العودة إلى الواقع المرير .
إلى أحضان المنطق والفلسفة ( اللغوية) .
إلى أقسام المفرد و المركب ، ما تعدد معناه وما اتحد معناه ، التقييدي منه وغير التقييدي ، ما كان قاطعاً وما كان ممكناً ، والمتواطئ والمشترك والمنقول ( ويتلاشى الصوت شيئاً فشيئاً ) .
ههههههههه
والله حالتك كاحلتي تماماً كيف وصفتيني وانت يماشفتيني سبحان الله
واكثر شي اعجبني
كلما قلبت الصفحات وجدت المزيد من التقسيمات ، وضاقت الورقة بهذه التشجيرات ، وضاق صدري كذلك .
بارك الله فيك ياعسسسسسل كانت كتبتي المقال على شكل تشجيرات عشان تتعودي
الله يوفقك دومتي لنا ياعسووووله الله يبارك فيك الحمدلله على كل حال والله يستر يارب
أشكرك كثيراً يا الداعية
أكيد حالتي كحالتك ، ألنا احنا الاثنين بنمر بنفس المحنة .
بس ما أجبت عن السؤال العارض ..
يبدو أن المذاكرة استحوذت على تفكيري تماما ذذ
هنو كلنا كذلك من جد عقد لاادري كيف انهيه……اعاننا الباري
مريم
من يتوكل على الله فهو حسبه ..
الله يعين ، ومشكورة على مرورك ت
الله يوفقك ويقويك يا معلمتـــــــي الغاليـــة
انتي قدها وقــــدود ** ان شاء الله **
طالبتك اسراء مرت من هنا**
إسراء
كم أنا سعيدة بوجودك هنا ..
وأتمنى مرورك الدائم واسمك يسطع بتعليق من هنا أو هناك .
دمت بخير
مااجمل ثرثرتك وبماانك معلمتي ويعني قدوتي راح اثرثر زيك هههههههههههاي فاقراي زي ماقرات لك ههههه
هناك ناس تحدث لهم كوارث ومصائب كثيرة
وناس تعيش في سلام
وناس تفشل في تحقيق أحلامها
وآخرون ينجحون
ومنهم السعيد
والشقي
فأيهم أنت ..؟!
في حديث قدسي يقول الله عز وجل
” أنا عند ظن عبدي بي ”
هنا لم يقل ربنا جل وعل! ا ” أنا عند ( حسن ) ظن .. ”
قال : ” أنا عند ظن عبدي بي … ”
مالفرق ؟!
يعني لما تتوقع إن حياتك حتصير حلوة
وحتنجح
وحتسمع الأخبار الجيدة
فالله يعطيك اياها
.. ” وعلى نياتكم ترزقون ” ..
( هذا من حسن الظن بالله )
واذا كنت موسوس
ودايم تفكر انه بتجيك مصيبة
والا مشكلة
وحياتك كلها مآسي وهم ونكد
تأكد انك بتعيش كذا
( هذا من سوء الظن بالله )
لا تسوي نفسك خارق
وعندك الحاسة السادسة
وتقول : ( والله إني حسيت انه بيصير لي كذا )
” الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء ”
ان الله كريم
( بيده الخير )
وهو على كل شيء قدير
وحسن الظن بالله من حسن توحيد المرء
فالخير من الله
والشر من أنفسنا
أعرف صديقات حياتهن تعيسة ولما أقرب منهن أكثر
ألقاهن هن اللي جايبين التعاسة والنكد لحياتهن
إحدى صديقاتي
عندها أرق مستمر
ولما تنام تنكتم و ما تقدر تتنفس
لما راحت لطبيبة نفسية قالت لها
انت عندك فوبيا من هالشيء !
وفعلا طلعت عندها وسواس إنها بتموت
وهي نايمة !!
…
لي صديقه أخرى
كثيرا ماتمرض
وتصاب بالعين بأسرع وقت
وماتطيب إلا برقية و شيوخ وكذا ..
يقول ان نجمها خفيف
فـ اكتشفت أنها تخاف فعلا من هالشيء
وعندها وسواس قهري إن كل الناس ممكن
يصكوها عين وتروح فيها ..
وفي قضية مقتل ! فنانة
لفت انتباهي قول أحدهم عندما قال :
( كانت دائما تشعر بأنه سيحدث لها مكروه )
هي من ظنت بالله السوء
فدارت عليها دائرة السوء
عمتي الحبيبة عجبتني حالات الهروب ههههههه تجيني دايما على شكل “لازم اعمل العمل الفني هادا دحين والا حيحصلي شي مش كويس ” ودايما في الوقت اللي المفروض اكون باعمل فيه شي تاني.
بالنسبة لحسن الظن بالله , الحمد لله انا ماما معودتني من صغري اطلب واتمنى من الله واكون واثقة انها انشالله بتتحقق دنيا او آخرة وان دايما يكون عندي تفاؤل بانها انشالله حتكون في الدنيا والآخرة. و 90% من الوقت كنت انفذ توصياتها والحمد لله تجيني حاجات مش بعيدة كتير عن المليونين اللي تتمنيهم بشكل غريب. الحمد لله الله يجعل ايامنا كلها حسن ظن بالله وايمان بقضاؤه وقدره , ربنا ما يجيب شي او يمنع شي الا وفيه كل الخير لنا.
رائع يا هناء كتاباتك شدتني من أول كلمه
:
آهآآ ي آستآذه هنآء آنتي تسوفين من” تسويف ” ف آمر المذآكرة آيآكي والهرب … ف ستقعين في مصيدة الدرآسه لآ محآلة وغداً ..ف قآعة الآختبآر ” حتندمي ” ندماً شديداً ع ضيآع الوقت وسوف يآنبكِ ضميركِ تآنيب ” مش طبيعي ” الخلآصه سيبيكي من جميع الملهيآات وذآكري « فآهممة التشجيع غلط
حسن الظن بالله آجمل وآروع شعور عندمآ نحسسسن الظن به سبحآنه ويتحقق لنآ مآنتمنى … ربنا كريم سبحانه وعظيم .
باللنسبه للمليونين .. آتوقع حتكون من مبيعات الكتاب حقكِ رآح تبيعي منه نسخ عديده وطبعات كتيرة .. وسوف تجنين المليونين بإذن الله …
موفقه ربنآ يفتحهآ عليكي ويسهل آموركِ يآرب
ويعطيكي الصحه والعآفيه … شكرآ لكِ وآلف تحيه .
اصطكت رجلاي لكلامك يا جنى
يعني دحين انت بتشجعيني على بالك والا قاعدة تخوفيني ؟
عموما جزاك الله خير وإن شا الله حأشد حيلي .
بالنسبة للمليونين ، من تأليف الكتاب ؟
والله حسستيني اني عايض القرني والا سلمان العودة . أظن حتى هاذولي ما تجيهم عوائد كتبهم هذا المبلغ ، لكن ما ذلك على الله ببعيد .
أسعدتيني يا جنى بتعليقك أسعدك الله 🙂