أيام طفولتي
11 نوفمبر 2011 بواسطة هناء
هذا كان عنوان الهاشتاق الذي شاركت مؤخراً فيه في تويتر .
والذي يريد أن يعرف معنى الهاشتاق أو تويتر فعليه البحث في أقرب قوقل طلباً للإفادة ، إذ أن أمر شرحه يطول .
أيام الطفولة و الذكريات من الأمور التي أستعذبها للغاية ، وأهرب إليها كلما أردت استجلاب بعض السعادة .
اكتشفت في هذا الهاشتاق أن هناك الكثير من الأمور التي يتشابه فيها الناس في طفولتهم ..
كثير منهم يهوون ( التفل ) أو البصق على المارة من النوافذ أو الشرفات !
كثير منهم كانوا يكذبون بشأن الصلاة .
كثير منهم كانوا يهوون غسل الالكترونيات كالمسجل والجوال ( ويجيبوا العيد بعدها ) !
كثير منهم كانوا يسجلون الأناشيد بأصواتهم والتمثيليات والنشرات الإخبارية ! بل أن بعضهن حكت أنها كانت ( تتقصوع وتتميجغ ) في نطق اسم الرئيس الأمريكي ” جيمي كارتر ” إمعاناً في تلفظه باللهجة الأمريكية !
أيام الطفولة عالم جميل ، ساحر ، مليء بالمفارقات والقفشات والأشياء العجيبة .
أحكي لكم موقفاً مضحكاً ؟
أعلم أنه لا ينبغي لي أن أذكره حفاظاً على الحياء العام ، ولكني لا أتمالك نفسي من الضحك كلما ذكرته، وأنا أحب أن أضحككم دائماً ، فتغاضوا عن أي حياء مخدوش ، وتذكروا أولاً وأخيراً أن هذا صدر مني حين كنت في الثامنة أو التاسعة .
أنا أذكر جيداً أني كنت في هذه السن لأن أبي لم يتوف بعد .
كنت أقرأ في الصالة كتاباً ما أو مقالة في جريدة وأمي تعد الطعام في المطبخ ، فقرأت كلمة لم أعرف معناها، فصرخت لتسمعني أمي : مااااماااا ! إيش يعني كلمة ( ثاااديييي ) ولكم أن تحذفوا أحرف المد التي وضعتها هنا لتوحي بالصراخ .
وفي لمح البصر وجدت أمي تقف عند رأسي وبيدها المغرفة ( أو هكذا يهيأ لي أن كل الأمهات يمسكن بالمغارف إذا أردن معاقبة أولادهن .. كما ترون ، هنا تأثر شديد بأفلام الكرتون ) وتقول لي وهي تجز على أسنانها بصوت منخفض : هش .. أخفضي صوتك .. كل البيت سمع ! كلمات كهذه لا تسأليها صارخة ، وإنما تأتي لي في المطبخ وتسأليني ..
طيب يا مامتي يا حبيبتي ، كيف لي أن أعرف ما إذا كانت الكلمة من ( تلك ) النوعية أو لا ، وأنا أصلاً لا أعرف معناها .
السؤال الذي يطرح نفسه هو : ما عساه يكون هذا الكتاب الذي احتوى على هذه الكلمة لتقرأه فتاة التاسعة ؟
لا يذهب فكركم بعيداً .
لعله كان كتاباً يحكي عن الأم الرؤوم التي ألقمت رضيعها الباكي ثديها !
وحينما كان خالد في الصف الرابع كان يحب الاستماع إلى شريط مختصر صحيح البخاري قبل النوم . فسألني ذات ليلة عن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة حين حاضت في الحج : أنفست ؟
واحترت ، كيف لي أن أشرح لطفل التاسعة عن الحيض وهو ذكر وليس أنثى ؟ فأخبرته أن النفاس هو الفترة التي تجلسها المرأة بعد الولادة ، وكما يقولون ( لفيت لموضوع ) ثم أغلقته .
الطفولة عالم من الشقاوة والأذية .
كنا نتصل ونحن صغار بعد أن تخلد أمي إلى النوم في رمضان على بعض الفنادق ونسأل الموظف : عندك جناح ؟ فيجيب : نعم ، فنقول : نحن نريد صدراً ، ونغلق الخط وأعيننا تدمع لشدة الضحك .
وأذكر أن ابن خالتي نصحني مرة إذا أردت الاستمتاع بعصير قمر الدين أن أشربه وأتنفس في الوقت ذاته ، فعملت بنصيحته و ( شرقت ) وأخذت أسعل مختنقة في حين غرق هو في الضحك هو على عبطي ،
وبقي طعم قمر الدين في البلعوم بين أنفي وحلقي لثلاثة أيام ، ومن بعدها كرهت قمر الدين ليومي هذا.
الطفولة عالم غير من البراءة المضحكة في كثير من الأحيان .
كنت عندما ألعب مع أخي عاصم يكون هو دائماً أحد ( المانات ) المتوفرين في تلك الفترة : سوبرمان أو باتمان أو سبايدرمان ، وأكون أنا النسخة ( الوومنية ) من تلك الشخصيات .
في حين أن خالد وسهل كانا يلعبان الكرة مرة فقال أحدهما : أنا موسى عليه السلام ( لقوته ) ، فقال الآخر محاولاً غلبه : وأنا يوشع بن نون ، أنا أقوى .. أوقف الله الشمس لي ولم يوقفها لك !
وقبل أسبوع كنت ألعب مع شمس لعبة : حجرة ورقة مقص ، فعملت بيديها حركة غريبة ، فسألتها : ما هذه الحركة ؟ هذه ليست ورقة ولا مقصاً ؟ ما هذا ؟
فقالت بعد تفكير عميق : هذا دفتر !
أما لطيفة فكانت تحب أن تخيفني وهي صغيرة .
ولعلها كانت لا تدرك ما تفعله ، ولكن كانت تحب أن تتخيل أشياء كثيرة .
فكنت إذا أردت أن أنومها وهي في الثالثة ، فإني أهدهدها بين يدي وأقرأ لها قرآناً حتى تنام .
فمرة رفعت رأسها فجأة ونظرت إلى النور وقالت بجدية : انظري هناك . أنظري إلى البقرة .
خفق قلبي بعنف وسألتها : أي بقرة يا توفي ؟
قالت :هناااااااااك ، فوق الدولاب .
أدرت رأسي ببطء حيث أشارت وأنا أتمتم بآية الكرسي ، وطبعاً لا أجد شيئاً ، لأنه في خيالها .
وفي مرة أخرى رفعت رأسها وأشارت وكأنها تكلم شخصاً غير مرئي : تعالي تعالي .
نظرت حيث أشارت وحسبتها تكلم فاطم ، ولكني لم أر أحداً . فسألتها : من هي ؟
فقالت : البنت ، شوفيها !
بسم الله .. ما في أحد يا توفي .
فتضحك وتغلق عينيها وتنام ، وأظل أنا في عرقي البارد وأدريناليني المرتفع .
أكره حينما يخرج الأطفال ما في خيالهم إلى أرض الواقع ، لأننا من ( سيبتلش ) حتماً .
والآن وبعد هذه السنوات ، وبعدما كبرت وكبر أكثر أطفالي أشعر بحنين إلى تلك الأيام .
حينما كنت كل عالمهم .
حينما كنت أعلم الأرض في نظرهم .
حينما كان حضني هو المكان المفضل لهم .
وأبعد من ذلك ، حينما كانت أمي كل عالمي وحضنها مكاني المفضل .
أفتقد البراءة وراحة البال بشدة .
وكلما ضاق صدري بهموم الدنيا المصاحبة لكبري وكبر أولادي أزفر بحرارة وأردد : في الجنة تتحقق كل الأمنيات .. كل الأمنيات .
هل نكدت عليكم في نهاية هذا المقال المضحك ؟
لا بأس ، فبعد العلاج الهرموني صرت أعاني من تقلبات مزاجية أجاركم الله .
على الأقل أتوقع أنكم ضحكتم بعض الشيء فاحمدوا الله على ما جاءكم .
واعذروني على هذه النهاية المباغتة ، ففي كتابة التدوينة أعاني من مشكلة اختيار الموضوع ، ومشكلة دمج المقدمة بصلب المقالة ، ومشكلة ختم التدوينة ، ومشكلة الإطالة ( إيش بقي ) ؟
ولكن لهذا أحبكم .. لأنكم تصبرون عليّ !
0.000000
0.000000
أرسلت فى أمور عائلية وما إلى ذلك | مصنف الأم, الأسرة | 6 تعليقات
ذكريات جميلة… وددت لو كانت ممتلئة لعينها بالحكايات … منذ صغري وأنا أحب القصص والتمثيل وكنت أتمنى في سري لو كنت مذيعة اخبارية.. فكنت استغل وجودي لوحدى في الحجرة فأمسك بالجريدة وأقرأ وأنا أنظر لنفسي في المرآة.. على أن معظم طفولتي ولن تصدقي لو قلت لك أني قضيتها في عمر الثامنة عشرة وفوق حيث كان ابن اختي أول طفل في العائلة واشتريت معه لعباً كثيرة كنا نلعب بها سوياً ومن أجملها لعبة التخيل والتمثيل.. حتى أننا كنا نبتكر الازياء المناسبة لكل تمثيلية.. كان وقتها شديد التعلق بي ويهتم بكل ما اقوله وينفذه بحذافيره…
الآن صار ابن اختي أطول مني وفي السنة الجامعية الاولى ولم يعد يهتم بما أقوله أو أفكر به .. استبدلني بترافيان وأمل الشعوب وأصدقائه.. وأما اللعب مع بنات أختي الصغار فلم أعد بتلك الحماسة التي كنت عليها .. راحت أيام التخيل واللعب.. وخلعنا ضرس العقل والحمد لله … استمتعت بالتدوينة … إلى الامام أبلتي،،،
اخخخخخ يا عمتي على ايام الطفولة , كانت رهيييييبة ونفسي لو ترجع وتستمر. اتذكر كويس الالعاب اللي كنتي تلعبيني هية من تمثيليات ومسرحيات وشركات ومطاعم ههههههه مرة كانت احلى الايام.
تصدقي لطيفة زي لوجي بالضبط في الخيالات والتفجيع , يقولو ذكاء عالي وانا اشوفها قمة الرعب !
عجبتني كلماتك عن اطفالك اللي كنتي عالمهم وحضنك مكانهم المفضل, اعرف انه لوجي لسة صغيرة بس الصراحة من جد افتقد ايام ما كانت اصغر وكان ما عندها لماضة او تذاكي او ردود توجع القلب وكانت مجرد طفلتي الصغيرة في حضني. لكنها برضه صغيرة وحتوحشني شقاوتها لمن تكبر اكيد. وانا بتوحشني ايام الشقاوة والبراءة كمان.
الله يعطيكي العافية على مواضيعك المسلية 🙂
هنو رجعتيني سنييييين لورا والله مالي نفس في شيء واصلة حدي وفوقه 100 حبة
لكن قرأت المقال وجلست أضحك زي الهبلة وفدوى تتفرج علي و(أيش بها ماما أتجننت )
المقطع تبع قمر الدين أكيد تخميني فيه صحيح هههههههههههههههههه
على قول الإعلان ( رهيييييييييبة يا تسالي )
ههههههه أعجبتني هذه التدوينة مرة كول خخخخخخخ
هههههههه خاله هناء مت من الضحك علحكاوي من جد حكايات الاطفال وأسألتهم إما تضحك وما تتوقعيها واما تصدمك وبرضه ماتتوقعيها بس كل الحكاوي في كوم وحكاية خالد واخوه كوم ههههههههه
حبيبتي هنو ليس لدي ما اقوله الا اني كلما قرأت في مدونتك الجميله احبك اكثر وحتى تصلي الى الايام التي تعرفنا فيها سويا على بعضنا البعض وحتى ذلك الوقت اجدد لكي حبي في الله .