التغريدات الذهبية في التربية السحرية (1)
6 يناير 2012 بواسطة هناء
في غداء عيد الفطر اجتمعت مع زوجة أحد أقربائي الكندية ، ولاحظت تعاملها الراقي مع طفليها الصغيرين ، وبسرعة خارقة قارنت بين تعاملها معهما وتعاملنا مع أطفالنا ، وبالتالي نتيجة هذين التعاملين .
سألتها – وهي المتخصصة في التعليم – عن أفضل طرق التعامل مع الأطفال فأرشدتني إلى كتاب اسمه 123 Magic. حالما رجعت إلى المدينة طلبت الكتاب من أمازون وتصفحته ، فألفيته كتاباً جيداً يقدم نصائح رائعة للطفل في سن 2-12 سنة ، وبطريقة ساخرة وفكاهية .
ولما كانت عدة كتب تتثاءب بملل على الطاولة المجاورة لسريري تنتظر أن تُقرأ ، فإني وضعته في أسفل القائمة حتى يحين دوره . ومرت الأيام ولم أمس كتاباً واحداً ، إذ شُغلت بالمذاكرة .
اشتدت حاجتي لقراءة الكتاب ، فعندي طفلتين في هذه السن العمرية المحددة ، وأحياناً أتحسس رأسي فأجد قرنين على وشك البروز بشكل واضح !
وفي يوم قررت أن أترجم الكتاب وأشارك متابعيّ في تويتر بالفوائد المتناثرة لعلي أُلزم نفسي بإتمام قراءته ، ففعلت ذلك حتى أنهيت ثلثي الكتاب تقريباً ثم توقفت نهائياً من أجل الاختبارات .
تلقيت عدة اقتراحات بتدوين هذه التغريدات في المدونة ليرجع إليها من لم يتمكن من متابعتها منذ البداية ، فكانت هذه السلسة : التغريدات الذهبية في التربية السحرية .
وحتى لا يجرجرني القضاء الأمريكي فإني سأذكر أولاً معلومات تتعلق بالكتاب ، ومن ثم سأشرع في ترجمة موسعة نسبياً لفصوله .
الكتاب اسمه :
1-2-3Magic . Effective Discipline for Children 2-12 , by Thomas W. Phealn, Ph.D
ونسختي هي من الطبعة الرابعة 2010 .

عملي في هذه التدوينات القادمة سيكون مقتصراً على الترجمة بتصرف يسير في الأمثلة وقد أكتب بعض الحوارات ببعض العامية ، ولن أذكر رأيي غالباً ، فإذا ما ذكرته فسيكون ذلك بين قوسين مع التنصيص على أن ما ذكرته من قولي .
بدا المؤلف في المقدمة بذكر موقف يتكرر حدوثه في كل البيوت تقريباً :
– أمي ، هل يمكنني تناول شبس ؟
– لا يا حبيبي .
– لم لا ؟
– لأن الغداء في الثانية .
– طيب أنا أريد شيبس !
– قلت لك لا يمكنك !
– إنت عمرك ما تعطيني شيء !
– ماذا تقصد بقولك : ” عمري ما أعطيك شيء” ؟ ما عندك ملابس ؟ ما عندك غرفة ؟ ما بأسويلك أكل وأنظف ملابسك ؟
– طيب ليش أحمد أخذ شبس من نصف ساعة ؟
– اسمع ! أنت غير أخيك . ثم هو يتناول غداءه كاملاً .
– أعدك بأني سأتناول الغداء كاملاً .
– لا تعدني . كل ما آخذه منك وعود وعود .سامي ، أعطيتك أمس حلاوة قبل الغداء ولم تكمل غداءك !
– إذن ، سأقتل نفسي ، ثم اهرب من المنزل !
كرر هذا المشهد لآلاف المرات في أي يوم ، وصدقني أن ذلك سيسبب للوالدين والأطفال تعاسة عظمى على حد سواء.
إن مهمة الأمومة أو الأبوة هي أعظم مهمة في العالم ؛ قد تكون أصعب مهمة وقد تكون أكثرها إمتاعاً . ذلك يعتمد على طريقة تعامل الأبوين مع أطفالهما .
أهمية الكتاب : ينقل عن إحدى الأمهات التي كتبت له بعد أن جربت طريقته : التربية السحرية كانت سهلة في التعلم وأعطتني نتائج جيدة . رجعت للاستمتاع بأطفالي وصرت الأم التي أحب أن أمثلها.
والآن وبعد مرور ربع قرن على تجربة هذه الطريقة تقول أم : أطفالي كانوا رائعين ، والآن هم بالغون محبوبون ، ونحن نستمتع بوجودهم معنا .
التربية السحرية تساعد الأطفال ليكبروا ويصبحوا بالغين مهذبين ، أكفاء ، سعداء ، ويمكنهم التوافق مع الآخرين .
كيفية البدء في استعمال هذه الطريقة ؟
حالما تتعلم الطريقة فإنه من المفيد أن تشرع في استعمالها مباشرة ، فإذا لم تبدأ مباشرة ، لعلك ستسوف وتؤخر ، ثم تترك الأمر برمته .
تأكد من فهمك لوظائف الأبوة ( وسأقتصر على استخدام هذه الكلمة وأعني بها الأمومة والأبوة معاً تجنباً للتطويل ) الثلاثة وانطلق !
بعد تعلم الطريقة سيكون بإمكانك معرفة ما ينبغي قوله وما لا ينبغي ، وما ينبغي فعله وما لا ينبغي في مواجهة المواقف اليومية التي تواجهها مع أطفالك .
لأن التربية السحرية تعتمد على قواعد قليلة ومبادئ حاسمة وحازمة فإنه سيكون باستطاعتك استخدامها حينما تكون قلقاً أو منفعلاً أو غاضباً ، كما أنك ستكون أباً حازماً- ولكن حانياً – حينما تكون مشغولاً أو مستعجلاً .
ماذا تتوقع أن يحدث حين تجرب التربية السحرية :
حين تشرع في استعمال التربية السحرية ستتغير الأمور سريعاً ، لكن هناك أخبار حسنة ، وأخبار سيئة .
الأخبار الحسنة أن نصف الأطفال تقريباً الذين يستعمل آباؤهم التربية السحرية يتجاوبون مباشرة ، أحياناً ” كالسحر” .
عندها ما عليك إلا أن تسترخي وتحمد الله على نعمته عليك .
الأخبار السيئة أن النصف الآخر من الأطفال يصنفون في نطاق ” الأطفال الممتحنون ” !
سيسوء وضعهم في البداية ؛ سيتحدونك ليمتحنوا جديتك في التربية الصحيحة ، فإذا صمدت على موقفك السليم فإن الغالبية العظمى من الأطفال الممتحنين سيتحورون خلال 10 أيام بإذن الله ، وعندها ستبدأ بالاستمتاع بأطفالك مرة أخرى .
صدق أو لا تصدق أنك قريباً ستتمتع بمنزل أكثر هدوءاً ، وأطفال أكثر إمتاعاً .
قريباً : الجزء الثاني من السلسلة .
0.000000
0.000000
أرسلت فى أمور عائلية وما إلى ذلك | مصنف التربية | 6 تعليقات
والله فكره جداً جميله وجزاكي الله خير مقدماً …أنا عامله لي أسبوعين جدول للأولاد فيه كل التصرفات الي مابيعملوها صح ويومياً أضع على كل تصرف صح أو خطأ والي يجمع بعد أسبوعين أكثر تصرفات صحيحه له ساعه سواتش هو يختارها ههههههه (لأنه نفسهم بساعه حقيقيه على قولتهم) والله موضوع حلو لتدوينتي الجديده خخخخخ
والله فكرة التدوينات دي جمييلة يا أبلتي،، الله يعطيكي العافية يارب
الله يعطيكي العافية يا عمة على المواضيع الشيقة اللي تختاريها مع اني مش من هواة قراءة كتب التربية وقروني طلعت خلاص من فترة هههههههه
الله يهديهم بس .. الله يهديهم!!!!!
هممممم يالله ملاك وفاطمة جربوا دي الطريقة لان فعلا زوجة احمد تعامل اولادها برقي وصوت منخفض شي عجيب مانشوفه عندنا يالا ياهنو استمري الله يعطيك العافية
كلام حلو وتطبيقه سهل … بس المشكله لما يكون في احد يربي معاك الاطفال او بالاصح يخربهم
ك جدتهم و جدهم والاعمام … يعني تكونين عايشة مع اهل الزوج
بهذي الحالة انسييييي تربين تربية صحيحة خصوصا لما يكون الجد والجده باعمار كبيره ومفهومهم للحياة (خليهم يستانسون ) يطلعونك قدام اطفالك بانك انتي الشريره
بإمكان الوالدين دائما التعاون على بسط قوانين التربية بحيث يترك للأجداد بعض المساحة للقيام بواجباتهم ورغباتهم وفي نفس الوقت لا يُفلت الزمام منهما تماما . ميزة التربية السحرية أنها لا تعتمد كثيرا على الأسلوب القديم في الصراخ والضرب والترهيب وإنما تترك الأبواب مشرعة للوالدين ليربوا أبناءهم بالكثير من الحب والهدوء . فقط راجعي الأجزاء التالية