هي كلمات رقمتها تحكي عن مشاهدات وأفكار جالت يوماً في مروج ذاكرتي ، أحببت أن تشاركني أيها القارئ متعة قراءتها كما استمتعتُ بترقيمها .. فإن أعجبتك فاحتفظ بها في المفضلة ، وإن أحنقتك فبإمكانك دائماً أن ترمي بها في سلة المهملات .
اعذروني على اختيار عنوان كهذا ، ولكني أعاني من متلازمة : اختيار-الموضوع-العنوان-المقدمة-الخاتمة .
قبل عدة أيام شاهدت في قناة ماسة المجد فيلماً أعده مكتب توعية الجاليات بالطائف ويسمى همة شبل يحكي باختصار عن الولد الذي يحاول أن يدعو سائقه الفليبيني إلى الإسلام ويهديه الكثير من الكتب الدعوية ولكن السائق يأبى أن يقرأ
خيل إلي وقتها أن تساؤلاً أثير في نفس الولد : لماذا لا يقرأ السائق الكتب التي أعطاها إياه ،وفي الوقت ذاته ثار في نفسي تساؤل مشابه : لماذا لا يقرأ الكثير من المسلمين عن دينهم ليتعلموه ؟ لماذا صار تعلم الدين أو معرفة أسماء الله وصفاته أو أي شيء يمت للإسلام بصلة قريبة أو بعيدة ثقيلاً على نفوس الكثير ( ولا أريد أن أقول أكثر أو أغلب ) من الشباب؟ كيف يمكن للشباب أن يعبدوا ربهم على بصيرة إن هم لم يقرؤوا ولم يتعلموا أو على الأقل يستمعوا لمن يعلمهم؟
باختصار : لماذا يهربون من الدين ؟
هل هم يهربون من التعلم هرباً من التطبيق ؟
هل هم يهربون لأنهم يودون أن يعيشوا في أهوائهم دون أن يشعروا بالذنب ؟
هل هناك تلبيس شيطاني أنك لن تحاسب على الأحكام التي لم تطبقها لجهلك بها ، ولكنك لو تعلمت ولم تطبق فستحاسب ؟
كالعادة توجهت إلى تويتر وطرحت هذا السؤال وتطايرت عليّ الإجابات .. بعضها كنت أعرفه مسبقاً ، والبعض الآخر فتح لي آفاقاً جديدة أنثرها كلها بين أيديكم ، فالموضوع مقلق ومزعج خاصة لو وضعنا في الحسبان دائماً قوله تعالى : (ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم ، يوم يقوم الناس لرب العالمين ) وقوله ( واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم تُوفّى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ) وأكاد أسمع تلك الأصوات المتذمرة في عقول البعض : يوووووه ، هذه تدوينة وعظية ، فأقول لكم : لا .. هي ليست وعظية ، ولا أفلح في الوعظ كثيرا على أية حال، وإنما هي محاولة لوضع اليد على أسباب ( بدء ) تخلي بعض الشباب عن دينهم وأعتقد أنه أمر خطير .
-قد تكون أهم الأسباب عن الكثير من الشباب هو عدم الحصول على التربية الصحيحة .. وقبل أن يثور عليّ الآباء محتجين بأنهم فعلوا كل ما بوسعهم لمنح أبناءهم هذه التربية ، أقول : مهلاً .. أنا في معسكركم . أعترف-وبكل أسف- أني لم أحسن تربية أولادي دينياً بشكل صحيح . لي خمساً من الأولاد البالغين ، ليس فيهم ملتزماً إلا ابنتي فاطمة . ربيتهم تربية ( كنت ) أراها مثالية : حفظتهم القرآن والمتون العلمية ، جاهدت على أن يتزيوا بالزي (الإسلامي) من شماغ بدون عقال وثياب قصيرة (جداً ) ، ونزهت أسماعهم عن سماع الأغاني وأبصارهم عن مشاهدة جميع أنواع البرامج المصورة .. باختصار: ربيتهم تربية طلاب علم .. طيب ما المشكلة ؟ المشكلة أني غفلت عن أهم سبب وهو : العناية بالقلب .
وأقول هذا لئلا يتفلسف عليّ أحد ويقول : إذن لا نفعل ، ولنتركهم يفعلون ما يحلو لهم ( لعل ) الله يهديهم يوماً من الدهر . لذلك ذكرت أني غفلت عن أهم سبب وهو العناية بالقلب : ربطه بالله تعالى ، تغذية حب الله في القلوب (أكثر من الخوف) ، مشاهدة ألطافه ونعمه ، إحسانه وكرمه ، السعي إلى مرضاته بكل وسيلة ولو صغرت ، لا بمجرد تقصير الثوب وارتداء الشماغ وعدم سماع الأغاني (مع أهميتها) . إذا فشل القلب في محبة الله تعالى كيف سيرضيه ؟
الطاعة سلوك ، وبإمكاني أن أحمل أولادي على نهج سلوك معين ، وسيفعلونه إرضاء لذاتي وغروري ولئلا يقال ابن فلانة الداعية أو ابنة فلان طالب العلم الشهير ( ماهم مطاوعة مثل آباءهم ) .
ولكن هل هذه أولوياتي كمربي ؟ إذا شبوا عن الطوق ، وخرجوا من بيتي هل سيكملون على نفس النهج إذا لم تمتلئ قلوبهم بحب الله وتعظيمه ؟ هل هذا ما أريده ؟ هل تغيير السلوك وحده كاف ، أم أن الأجدى هو تغيير الفكر الذي يحرك السلوك ؟
لماذا مكث النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة سنة في مكة يعلم أتباعه العقيدة ، وفيها نزلت سور المفصل التي تزخر بآيات اليوم الآخر والعقيدة ؟ لماذا تأخر نزول آيات الأحكام حتى نزلت في المدينة حيث فرض الصيام والحج والحجاب وباقي الأحكام .. ألا يدل ذلك على عظم أهمية ترسيخ العقيدة في القلوب ؟ هل فعلنا ذلك مع أبنائنا ؟
تغيير الفكر يبدأ بغرس تعظيم الله تعالى في نفوس الأطفال مع منعهم بحب ولطف وشيء من تغافل عن المعاصي المعروفة الواضحة، وكلما نما الطفل وتوسعت مداركه الفكرية والوجدانية زادت ملاحظته لعظمة الله وزاد تقديره له وإيمانه وأدى ذلك إلى العمل .. العمل الذي كنا نسعى له .
-التعليم الديني في المدارس – برأيي- ساعد على النفور من الدين . ففي الحين الذي تحظى به مقررات العلوم والرياضيات بالورق الصقيل والصور الجميلة والإخراج الفني الجيد للكتب المدرسية ، فإنا لا نجد ذات الأمر في المقررات الدينية ، وإنما ( دَش) متواصل ، يقطعه فاصل مزخرف هنا ، أو برواز ملون هناك .
ولو نظرنا إلى ذات المناهج تجد أن منهجي الحديث والتفسير لم يختلف كثيراً عما كنت آخذه قبل 30 سنة .. أين تطوير المناهج ؟ أين الدورات التدريبية التي تعطى لمدرسي اللغة العربية والدين ليحققوا الجودة التامة في أداء أعمالهم، أم تراها مقصورة –إن وجدت – على معلمي العلوم والرياضيات ؟ هل يحتاج طلاب المدارس لمعرفة تفاصيل زكاة الإبل والبقر والغنم والمعادن ، وأنواع البيوع المختلفة والمعاملات كالمساقاة والإجارة والمخابرة والحوالة ..الخ
ألا يحتاجون لزيادة ترسيخ أسماء الله وصفاته ( المهمشة مع شدة أهميتها وكونها القسم الثالث من أقسام التوحيد ) وترسيخ فقه الأخلاق والتعامل والذي تحاول مادة التربية الوطنية يائسة أن تدلي فيه بدلو .
حين يتشبع الطالب من حفظ أرقام وأحكام ومصطلحات شرعية يعلم جيداً أنه لن يحتاجها ( على الأقل الآن ) وأنه إذا احتاجها فبإمكانه أن يستخرجها من أقرب طالب علم أو من النت ، فإنه يُزرع في قلبه أنه (ليس محتاجاً ) لهذا الدين الذي فُرض عليه فرضاً ، وهنا تزداد الهوة اتساعاً .
– وفرة الفتاوى في وسائل الإعلام المختلفة والتي تلغي في نفس الشاب/الشابة أهمية البحث والقراءة وتعلم أحكام الدين، إذ سرعان ما يجد ما يريد من معلومات بضغطة زر .. زر ريموت أو زر كمبيوتر . ومع أني لا ألغي أهمية برامج الفتوى إلا أني أرى لها بعض السلبيات ، منها تضارب الأقوال في حكم واحد مما يدفع ببعض الناس إلى اختيار الأسهل . لا مشكلة عندي من اختيار الأسهل ، فالنبي صلى الله عليه وسلم ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما مالم يكن إثما .. ولكن المشكلة : هل هذا الأسهل الذي اختاره السائل ليس إثماً ؟ هل يعضده دليل قوي من القرآن أو السنة أو فهم السلف الصالح ؟ ألا يخالفه ما هو أقوى من النصوص الصحيحة ؟ والأهم من ذلك : هل يحقق هذا الاختيار التقوى والعبودية التي هي المقصد الأعظم من خلق الكون ؟ هذا المقصد غفل عنه الكثير من الناس فصاروا لا يفتشون إلا عن من (يحلل) لهم الأحكام ( المعقدة ) ويغفلون عن تحقيق التقوى .
-لعل من أكثر الأسباب التي أشير إليها في استفتائي : الأسلوب ! كثيرون يعانون من أسلوب طرح الخطاب الديني (الممل) ( غير المفهوم) ( المتعالي ذي الوصاية ) . لنكن واقعيين .. هذا زمن الإعلام الجديد ، وعلى العلماء وطلاب العلم أن يعوا ذلك جيداً . شبابنا فيهم خير كثير ، وأنا أرى ذلك في تواصلي مع الكثير منهم في تويتر ، ولكن الأسلوب يتعبهم .. على المشايخ أن يخففوا من غلواء الإعلام القديم المتمثل في الشريط والكتاب والمحاضرة التقليدية ويجددوا أنفسهم طالما لم تكن في الأساليب الجديدة محاذير شرعية ، فالهدف ليس التمسك بطريقة طرح معينة ، وإنما الهدف هو الدعوة إلى الله ، ولذلك وسائل كثيرة بحمد الله .
لعل في خروج طلاب العلم الشباب في برامج اليوتيوب القصيرة نفع ، أو في التواصل مع الشباب عبر شبكات التواصل الاجتماعي كفيس بوك وتويتر ( وأقول تواصل أي من الطرفين وليس مجرد تغريدات وعظية ) أو في تصوير حلقات مع شباب يتناولون أطروحات شائعة بينهم بأريحية وهدوء ومرح ، ولو كانت هذه الأطروحات تتعلق بالتوحيد والإلحاد ، ولو كانت تتعلق برفض بعض تعاليم الدين ، فالهدف أولاً وأخيراً توجيه الشباب ، ولا يكون ذلك إلا بمعرفة ما يدور في رؤوسهم .. أو لعل بعض طلبة العلم يعمد إلى تأليف كتب شرعية بأسلوب مبسط ولا بأس من بعض الصور التوضيحية والكثير من الأمثلة الواقعية العصرية ، والبعد التام عن المصطلحات الغريبة والأمثلة النادرة .. باختصار مراعاة كونهم يخاطبون بكتبهم وبرامجهم هذه شباباً لا يعرفون الكثير عن دينهم ( ويودون أن يتعلموا ) وليسوا طلبة علم .
وبدي لو شاهدتم هذا المقطع للشيخ سامي الحمود لترون ما أقصد
-الصحبة .. الكلمة السحرية التي يحبها جميع الواعظين والدعاة .. ولكن علينا أن نكون منصفين ونعترف ( ولو في دخيلة أنفسنا ) أن للصحبة دور كبير في تحديد الاتجاه .. قد يتجه الشاب إلى الالتزام وتعلم أحكام الدين بعد (الدشرة)، وقد ينحرف عن المسار المستقيم الذي رسمه له أبواه في المنزل بسبب صاحب ساحب ، ولكلا الحالين رأينا أمثلة كثيرة.
ففي الحين الذي نرى فيه شباباً يتفقون على الالتقاء في مجمع تجاري (ليوسعوا صدورهم) ، نجد شباباً في مثل أعمارهم يتفقون على الاجتماع لحضور محاضرة أو دورة علمية .. نعم .. شباباً لا شيّاباً .. المسألة يحددها أولويات الشاب واهتماماته.
– المفاهيم التي اختلفت في تعريف الشخص الكول ، والذي يسعى لنيل هذه المكانة ( المشرفة ) الكثير .. ودعوني أؤكد لكم أنه ليس من مفردات هذه المكانة أن تكون قراءاتك شرعية للعلماء ( التقليديين ) والذين جرى ( شطبهم ) بالقلم الأحمر العريض .. قد يُتغاضى في المذهب الكولي عن قراءة بعض ( المشائخ التنويريين ) الذين قلبوا الموازين المعروفة بأفكارهم وآرائهم ( وتجديداتهم وتغييراتهم ) , وما عدا ذلك فلابد أن تنحصر القراءة في الثقافة الغربية وبعض من الأدب المعاصر.
-خلط بعض الناس بين الدين والمتدينين ، فيصدون عن كل ما له علاقة بالدين بسبب (الأخلاق) السيئة لبعض المتدينين . لهؤلاء أقول : ترى يا جماعة هما شيئان مختلفان وهذا التلازم الوهمي إنما هو كاسمه : وهم ..
نعم أعترف أن كثيراً من المتدينين قصروا الدين على العبادات والقالب الخارجي فقط وتغافلوا ( ولا أقول غفلوا ) عن موضوع الأخلاق والتعامل بينهم وبين ( الآخرين ) سواء كانوا من المخالفين ( العصاة ) أو الأهل والأقارب أحياناً كثيرة. وأقول تغافلوا لأن أمر تقويم الأخلاق أمر صعب ، فهذه طباع نشؤوا عليها ، وتغييرها يحتاج للكثير من التركيز والمجاهدة ، إضافة إلى أنها لا تظهر ( مباشرة ) في القالب الخارجي ( الملتزم ) ، كما أن البعض قد لا يتصور أثرها في الحصول على رضا الله كما تفعل النوافل والعبادات ، لذا جرى تحجيمها وتطنيشها ، وإني لأعجب أن يحدث ذلك بالفعل على الرغم من كل تلك النصوص التي تدل على أهمية الأخلاق . فكان نتيجة ذلك إعراض الكثير جداً من الناس عن الالتزام بالدين وتعلم أحكامه كردة فعل للمظاهر المؤسفة التي يرونهم ، ولهؤلاء أقول : ألا يسعك أن تلتزم بأحكام دينك وتتعلمه وتعامل الناس بخلق حسن ؟ هل يعجزك أن تتجنب الوقوع فيما وقعوا فيه ؟ أم أن حجة البليد ….!!
وأخيراً.. لا أقصد في هذه التدوينة التبرير لهؤلاء الشباب في عزوفهم عن الالتزام وتعلم أمور الدين ، ولكني فقط أحاول أن ألفت النظر لبعض الأخطاء التي ينبغي أن تصحح ، وإلا فعلى الشباب أنفسهم أن يعوا خطورة تجاهلهم للتعلم والتعرف على خالقهم وأحكام دينهم ، ومهما كانت أسبابهم ومبرراتهم مقنعة فإنها لن تنفعهم عند لقاء الله لأن العقل الذي حبانا الله به قادر على اتخاذ القرارات الصحيحة ، أو اختيار تلك الخاطئة الأكثر لمعاناً وبريقاً زائفاً( بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره).
سأركز حديثي قدر الطاقة في نقاط:
– كل السادة العلماء على رأسي وعيني، وكل من أخلص واجتهد في تنشئة الأجيال ففضله علي وعلى المجتمع، وأعلم أني لا أساوي تراب أقدام هؤلاء ولا قلامة أظفار أولئك.
– لأسباب كثيرة؛ نجد المعلمين أسرى للمناهج وواضعيها، والعلماء والدعاة أسرى للنمط.. وإلا فالمنطق يقول أن المعلمين هم أول من يبصرون أثر المناهج على طلابهم، والعلماء والدعاة أول من يلحظون عزوف الناس وتغير شرائح المستفيدين منهم نتيجة للنمط الثابت الذي يتبعونه.
– وضع التصميم العام للمناهج مما يفوق قرنا من الزمن،
– وضع التصميم العام للمواد والمناهج مما يفوق قرنا من الزمن؛ وضع على اعتبار أن فروع المعرفة منفكة ومنفصلة، وكل فن من الفنون يجب أن يتعلمه الطالب مستقلا عن باقي الفنون، وهذا جرم مركب؛ جرم من ناحية الفطرة أن المتعلم يتعامل مع الحياة المتسقة على أنها معارف مستقلة ومتنافرة أحيانا، ولا يضيره أن يتفوق في بعضها ويتخلف في البعض الآخر، وجريمة دينية أنها ترسخ انفكاك الدين عن الحياة ومجالاتها.. وليتضح الأمر أكثر؛ تخيلي لو أن العقيدة أو الإيمان بالله تم دراستها في منهج مشترك مع مادة الطبيعة أو العلوم.. أليس هذا منهج القرآن في تعليم الناس الإيمان بالله..؟؟
– انتفاء الحس بالجماعة غالب مع الأسف لدى من يتعاملون مع الجماعة؛ ليس هذا اتهاما؛ بل هو توصيف لمشكلة قائمة.
أقترح أن نعتمد في الحل على ثلاثة محاور أساسية:
– التعليم؛ فهناك كثيرون ممن يؤمنون بخطر التعليم الحالي على المجتنع، وكثيرون لديهم تصورات للحل. الاقتراح أن يجتمع حاملو الهم ويتداولوا الحلول حتى يصلوا لخطة قابلة للتنفيذ، يتم دعمها على أعلى مستوى.
– التربية؛ المدنية الحديثة أخذت من الناس أعز ما لديهم؛ الأنس بالبشر، على حاملي الهم التربوي أن ينشؤوا تجمعات بشرية موازية؛ تربي بالممارسة والخطأ والتعلم، وتتفادى أخطاء البرامج الصيفي
تكون دائمة، وتتفادى أخطاء البرامج الصيفية والتجمعات المؤقتة.. بعبارة أخرى؛ تعيد بناء المجتمع من جديد بحيث يكون مجتمعا طبيعيا وفي نفس الوقت عصريا.
– الدعوة؛ أن يتعلم الدعاة هدي السلف في الدعوة إلى الله، ويشاركوا الناس حياتهم، ويتوقفوا عن طريقة الوعظ والتعليم دائما.
أعتذر عن الإطالة.. وعن تقطع الكلام
جزاك الله خيرا ونفع بك
ويشرفتي التواصل دائما حول هذا الموضوع
من الاشياء اللي اتوقع انها سبب في نفور الشباب تقريبا هو تعليق الدين والاسلام عندنا بالـ ” مطوّع ” غالباً وبنفس الوقت رابطين المطوع بالرجل المتشدد ، فبمجرد مايكون الشاب مو مطوع هو يبتعد عن اي شي مرتبط بالمطوع لانه يعتبره شيء منبوذ يمكن او ” مو كول ”
وممكن اقول هذي الفكره عند الغالب بس مش الكل =)
الله يهدينا جميعا ويثبتنا :*
شكراً لك ()
بارك الله فيك
في البداية أشكرك أستاذة هناء على هذا المقال الرائع والهادف
أتفق مع مجمل ما ذكرتبه .. ولي عدة وقفات
وقبل أن أسرد وقفاتي يلزم أن أنبه أن ما يلي قد يكون تنظيري لم يصدر عن خبرة فأنا لم يكتب لي الزواج بعد ولم أخض تجربة التربية بعد
-قلتِ “ليس فيهم ملتزماً إلا ابنتي فاطمة”
فكرة التقسيم إلى ملتزم وغير ملتزم فيه اجحاف كبير جداً ..فالعبادات منها ماهو ظاهر ومنها ماهو خفي والله وحده يعلم مافي السرائر وما في الصدور وهو من يتولى الحساب .. بل بالنية وحدها تتضاعف الأجور لنفس العمل
– مشكلة التدين عندنا مشكلة .. ينشأ الطفل على أن الإسبال وإعفاء اللحى وكشف الوجه والموسيقى من الأمور المفصلية التي لا جدال فيها ولا كلام! .. ثم يكبر ويبدأ يطلع على الأقول ويصاب بصدمة حينما يعلم أن الأمور فيها أقوال أخرى لعلماء أفاضل حينها يصاب بصدمة .. وربما يحنق وربما يفقد الثقة بمن ربوه في الماضي
ولعلك لاحظت هذا في كثير من الإعلاميين الذين ظهروا على الساحة الإسلامية المحافظة وكيف أصبحوا فيما بعدها
هذا غير تركيز الوعاظ – أصلحهم الله – على تخويف الناس لدرجة بالغوا فيها .. لدرجة تحس فيه بكش في اختلاق في القصص! .. ومع أنهم غير متخصصين في الدين إلا أنك تجدينهم يفتون ويحللون ويحرمون!
ما أريد قوله أن أساليبهم مبتذلة تنفر ولا تحبب!
وغير ما تفضلت وأجدت أن التدين عندنا يهمل عبادات القلوب ويغفل معاني عظيمة كحسن الظن بالله والموقف الصحيح من العاصي والكافر
فالصحيح هو أن نعرض عليهم المسألة بكل آراء العلماء فيها أقوال العلماء الآخرين وننمي حس القراءة والبحث في الموضوع والمناقشة فيه .. ويكون الخيار الأخير له في الأخير .. ودائماً في الدين فسحة وسعة
والحقيقة قبل أن نربي أبناءنا علينا أن نربي أنفسنا .. فعلى الوالدين أن يعرفوا أنه لا إنكار مع الخلاف ..والأدب عند الخلاف ومع المخالفين .. وأن نساعدهم على الاختيار لا أن نختار لهم طريقهم .. وأن نكون قدوة حسنة .. ومو لازم يطلعوا زينا أو زي ما نبغى بالزبط! وقد يكون للصواب وجوه متعددة
أوافقك في أغلب ما ذكرت ، ولكن كذلك لا ينبغي إغفال أهمية اللحى والإسبال والحجاب ، لأن الإسلام ظاهر وباطن ، ولا ينبغي الاستغناء عن جانب مقابل الجانب الآخر . كما ينبغي أن لا نحصر الخطأ في المشائخ والدعاة وإنما هم جانب صغير ، وإلا فمن وقر حب الله تعالى في قلبه فلن يضيره كيف يتكلم الداعية أو الشيخ طالما أنه يذكره بالله.
شكرا لمرورك .
تدوينة ثقيلة، استغربت منك لمن قلتي عن أولادك -بلهجة متضايقة- إنهم غير ملتزمين . أنا أشوفهم إنهم أصحاب فكر وفيهم خير كبير، والواحد يرجع لأصله وتربيته.
أعجبني قولك ( خلط الناس بين المتدينيين والدين) للأسف كثير منهم ينفروا من الدين عشان سوء خلق بعض المتدينيين، يذكرني هذا الأمر بالأجانب يربطوا السعودية بالإسلام واحنا نربط الدين بالمتدينيين.
مرحبا استاذه هناء….اعتقد أن العنايه بالاساليب التربويه مهم في غرس القيم الايمانيه والدينيه في نفوس الشباب والشابات ،فلكل انسان شخصيه مختلفه عن الاخر،قد ينفع الترهيب والترغيب مثلا مع شخص،بينما لا ينفع مع آخر إلا الحوار والمناقشه وهكذا،والمشكله أن أكثر اسلوب يستخدمه بعض الآباء والأمهات هو أسلوب الترهيب كما تعلمين.
RT @abomariya7: عندما فتحت جامعة السربون في باريس سنة 1253م في عهد الملك لويس التاسع
ظلت تدرس الطب باللغة العربية لمدة 400 عام
وياتي الآن ل… 1 week ago
يابنتي موضوعك طويل حاولي تختصري
الموضوع حساس جداً لقد قلتي مااريد قوله اسمحي لي بنشره في كافه المنتديات التي ازورهااااسانشر الرابط اذا سمحتِ لي
بين يديك يانسرين
رضي الله عنك وأصلح ذريتك وأقر بهم عينك
سأركز حديثي قدر الطاقة في نقاط:
– كل السادة العلماء على رأسي وعيني، وكل من أخلص واجتهد في تنشئة الأجيال ففضله علي وعلى المجتمع، وأعلم أني لا أساوي تراب أقدام هؤلاء ولا قلامة أظفار أولئك.
– لأسباب كثيرة؛ نجد المعلمين أسرى للمناهج وواضعيها، والعلماء والدعاة أسرى للنمط.. وإلا فالمنطق يقول أن المعلمين هم أول من يبصرون أثر المناهج على طلابهم، والعلماء والدعاة أول من يلحظون عزوف الناس وتغير شرائح المستفيدين منهم نتيجة للنمط الثابت الذي يتبعونه.
– وضع التصميم العام للمناهج مما يفوق قرنا من الزمن،
– وضع التصميم العام للمواد والمناهج مما يفوق قرنا من الزمن؛ وضع على اعتبار أن فروع المعرفة منفكة ومنفصلة، وكل فن من الفنون يجب أن يتعلمه الطالب مستقلا عن باقي الفنون، وهذا جرم مركب؛ جرم من ناحية الفطرة أن المتعلم يتعامل مع الحياة المتسقة على أنها معارف مستقلة ومتنافرة أحيانا، ولا يضيره أن يتفوق في بعضها ويتخلف في البعض الآخر، وجريمة دينية أنها ترسخ انفكاك الدين عن الحياة ومجالاتها.. وليتضح الأمر أكثر؛ تخيلي لو أن العقيدة أو الإيمان بالله تم دراستها في منهج مشترك مع مادة الطبيعة أو العلوم.. أليس هذا منهج القرآن في تعليم الناس الإيمان بالله..؟؟
– انتفاء الحس بالجماعة غالب مع الأسف لدى من يتعاملون مع الجماعة؛ ليس هذا اتهاما؛ بل هو توصيف لمشكلة قائمة.
أقترح أن نعتمد في الحل على ثلاثة محاور أساسية:
– التعليم؛ فهناك كثيرون ممن يؤمنون بخطر التعليم الحالي على المجتنع، وكثيرون لديهم تصورات للحل. الاقتراح أن يجتمع حاملو الهم ويتداولوا الحلول حتى يصلوا لخطة قابلة للتنفيذ، يتم دعمها على أعلى مستوى.
– التربية؛ المدنية الحديثة أخذت من الناس أعز ما لديهم؛ الأنس بالبشر، على حاملي الهم التربوي أن ينشؤوا تجمعات بشرية موازية؛ تربي بالممارسة والخطأ والتعلم، وتتفادى أخطاء البرامج الصيفي
جزاك الله خيرا على التعليق المفيد. أعجبتني جدا فكرة خلط العلوم الطبيعية بالعلوم الدينية وفعلا التأثير سيكون أقوى واكثر فعالية .
تكون دائمة، وتتفادى أخطاء البرامج الصيفية والتجمعات المؤقتة.. بعبارة أخرى؛ تعيد بناء المجتمع من جديد بحيث يكون مجتمعا طبيعيا وفي نفس الوقت عصريا.
– الدعوة؛ أن يتعلم الدعاة هدي السلف في الدعوة إلى الله، ويشاركوا الناس حياتهم، ويتوقفوا عن طريقة الوعظ والتعليم دائما.
أعتذر عن الإطالة.. وعن تقطع الكلام
جزاك الله خيرا ونفع بك
ويشرفتي التواصل دائما حول هذا الموضوع
من الاشياء اللي اتوقع انها سبب في نفور الشباب تقريبا هو تعليق الدين والاسلام عندنا بالـ ” مطوّع ” غالباً وبنفس الوقت رابطين المطوع بالرجل المتشدد ، فبمجرد مايكون الشاب مو مطوع هو يبتعد عن اي شي مرتبط بالمطوع لانه يعتبره شيء منبوذ يمكن او ” مو كول ”
وممكن اقول هذي الفكره عند الغالب بس مش الكل =)
الله يهدينا جميعا ويثبتنا :*
شكراً لك ()
لما كنت في المدرسة، كانت الأستاذة تشرح منهجنا عن الشرك، ولا تسجدون لشجر وحجر!
دايم كنت أفكر، من جدها؟ طيب مافي شرك ثاني نسويه كل يوم، محبة وخوف وطاعة؟
غير كذا، دايم ندرس تعريف اللعن مثلًا.. بس ولا مره طول ما أنا أدرس دين قد حصلت معلمة جابتها في قالب مؤثر ويخلي الناس تتركه.
حصص التوحيد خاصة المفروض تكون حصص روحانية. مو هذا معكم وهذا محذوف وذاك أخدتوه العام.. “مو مهم”!
ايوة والله صدقتي . مشكلة لما التوحيد ، أساسايات التوحيد يحذفوها .. مصيبة والله
بارك الله فيك
في البداية أشكرك أستاذة هناء على هذا المقال الرائع والهادف
أتفق مع مجمل ما ذكرتبه .. ولي عدة وقفات
وقبل أن أسرد وقفاتي يلزم أن أنبه أن ما يلي قد يكون تنظيري لم يصدر عن خبرة فأنا لم يكتب لي الزواج بعد ولم أخض تجربة التربية بعد
-قلتِ “ليس فيهم ملتزماً إلا ابنتي فاطمة”
فكرة التقسيم إلى ملتزم وغير ملتزم فيه اجحاف كبير جداً ..فالعبادات منها ماهو ظاهر ومنها ماهو خفي والله وحده يعلم مافي السرائر وما في الصدور وهو من يتولى الحساب .. بل بالنية وحدها تتضاعف الأجور لنفس العمل
– مشكلة التدين عندنا مشكلة .. ينشأ الطفل على أن الإسبال وإعفاء اللحى وكشف الوجه والموسيقى من الأمور المفصلية التي لا جدال فيها ولا كلام! .. ثم يكبر ويبدأ يطلع على الأقول ويصاب بصدمة حينما يعلم أن الأمور فيها أقوال أخرى لعلماء أفاضل حينها يصاب بصدمة .. وربما يحنق وربما يفقد الثقة بمن ربوه في الماضي
ولعلك لاحظت هذا في كثير من الإعلاميين الذين ظهروا على الساحة الإسلامية المحافظة وكيف أصبحوا فيما بعدها
هذا غير تركيز الوعاظ – أصلحهم الله – على تخويف الناس لدرجة بالغوا فيها .. لدرجة تحس فيه بكش في اختلاق في القصص! .. ومع أنهم غير متخصصين في الدين إلا أنك تجدينهم يفتون ويحللون ويحرمون!
ما أريد قوله أن أساليبهم مبتذلة تنفر ولا تحبب!
وغير ما تفضلت وأجدت أن التدين عندنا يهمل عبادات القلوب ويغفل معاني عظيمة كحسن الظن بالله والموقف الصحيح من العاصي والكافر
فالصحيح هو أن نعرض عليهم المسألة بكل آراء العلماء فيها أقوال العلماء الآخرين وننمي حس القراءة والبحث في الموضوع والمناقشة فيه .. ويكون الخيار الأخير له في الأخير .. ودائماً في الدين فسحة وسعة
والحقيقة قبل أن نربي أبناءنا علينا أن نربي أنفسنا .. فعلى الوالدين أن يعرفوا أنه لا إنكار مع الخلاف ..والأدب عند الخلاف ومع المخالفين .. وأن نساعدهم على الاختيار لا أن نختار لهم طريقهم .. وأن نكون قدوة حسنة .. ومو لازم يطلعوا زينا أو زي ما نبغى بالزبط! وقد يكون للصواب وجوه متعددة
شكراً لك مرة أخرى وأعتذر عن الإطالة
أوافقك في أغلب ما ذكرت ، ولكن كذلك لا ينبغي إغفال أهمية اللحى والإسبال والحجاب ، لأن الإسلام ظاهر وباطن ، ولا ينبغي الاستغناء عن جانب مقابل الجانب الآخر . كما ينبغي أن لا نحصر الخطأ في المشائخ والدعاة وإنما هم جانب صغير ، وإلا فمن وقر حب الله تعالى في قلبه فلن يضيره كيف يتكلم الداعية أو الشيخ طالما أنه يذكره بالله.
شكرا لمرورك .
ثم من جد .. ليش شماغ بدون عقال!؟
تدوينة ثقيلة، استغربت منك لمن قلتي عن أولادك -بلهجة متضايقة- إنهم غير ملتزمين . أنا أشوفهم إنهم أصحاب فكر وفيهم خير كبير، والواحد يرجع لأصله وتربيته.
أعجبني قولك ( خلط الناس بين المتدينيين والدين) للأسف كثير منهم ينفروا من الدين عشان سوء خلق بعض المتدينيين، يذكرني هذا الأمر بالأجانب يربطوا السعودية بالإسلام واحنا نربط الدين بالمتدينيين.
انتي مطوعة كول، ياليت كل المطوعات زيك.
كلام جميل وسليم يا ابله هناء
مرحبا استاذه هناء….اعتقد أن العنايه بالاساليب التربويه مهم في غرس القيم الايمانيه والدينيه في نفوس الشباب والشابات ،فلكل انسان شخصيه مختلفه عن الاخر،قد ينفع الترهيب والترغيب مثلا مع شخص،بينما لا ينفع مع آخر إلا الحوار والمناقشه وهكذا،والمشكله أن أكثر اسلوب يستخدمه بعض الآباء والأمهات هو أسلوب الترهيب كما تعلمين.
كلام جميل