راح !!
27 أغسطس 2012 بواسطة هناء
لازالت بعض بقاياه هنا ..
قشور الفصفص ، أثر من عطر بولغاري ، صدى صوته وهو يصرخ ” ناندا” ، صور التقطتها بآلة التصوير التي يمتلكها .
ولكنه ليس هنا ..
خرج بعدما جاءني إلى حجرتي ليودعني ..
ضممته إلى صدري ..
استنشقت عطره ومسحت على ظهره ..
غالبت دموعي ولكنها أبت إلا أن تنهمر .
كتمت شهقتي ولكنها أبت إلا أن تنفلت ..
بكيت ..وبكيت .. وبكيت ..
همس في أذني بصوت واجف : ادعي لي ..
وتملص من بين يديّ وأسرع يحمل حقيبته وغادر ..
غادر يسابق أحزاني أن تدركه ، ومخاوفه أن تتلبس به .
جريت إلى المطبخ لا أكاد أرى من بين دموعي المنهمرة ..
فتحت الثلاجة وأخرجت المهدئ : خبزاً وجبناً ..
خشيت أن أجرح نفسي بالسكين ..
قلبي أصابه خفقان قوي ، وعلى عينيّ غشاوة .
صوت باب حجرتهم يغلق بعنف .. هاهو عبد الله يعبر عن حزنه بطريقته الخاصة ..
في حين أطفئ أنا حزني بتناول سندوتش سريع ، يطفئ هو أساه بمغادرة شريكه في الحجرة لمدة 15 سنة باللعب بالكمبيوتر هرباً من البكاء والمشاعر السلبية الأليمة ..
هذا هو عبد الله كما عرفته منذ أيام مرضي .. يكره الوداع ويكره مشاعر الحزن .. أما ما في القلب فلا يعلمه إلا الله .
عدت إلى حجرتي ألوك شطيرة جبن بطعم الدموع والأسى ..
الخفقان يزداد قوة ، وقلبي لا يزال يعتصر ..
ندت مني آهة حرى وثالث أولادي يغادر عشي ..
هو الثاني خلال سنة واحدة ..
كم هو مقدار الألم أن تصطبح الأم برؤية أولادها السنين الطوال ، ولا تنام إلا بوجودهم ، صراخهم موسيقاها ، وعراكهم تسليتها .. ثم تفاجأ بأن عليهم أن يغادروا ..
قبل قليل أرسلت تغريدة في هاشتاق يوسفيات : ” ( وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف ) .. ثلاث كلمات فقط ، وفي القلب تناثرت مئات السطور تحكي لوعة وفقداً وألماً وأملاً .. لله در قلب الأب ” .
ولم أشأ أن أكتب ( والأم ) فدون أساها تتهاوى أعتى القلاع .
كم هائل من الأناشيد ستحمل لي رائحته كلما سمعتها .. الممشى الذي واظب على اصطحابي إليه ، سريره الفارغ ، وشمس التي ستأتيني غداً لتسألني عنه بلهجة باكية كما فعلت من قبل مع سهل .
الأغنية البغيضة لا تزال تحوم في ذهني كالذبابة اللزجة ..
أغنية البيتلز العتيقة عن الفتاة التي غادرت بيت أبويها .. ذلك البيت الذي عاشت فيه سنين طويلة ..
أغنية تراجيدية تأبى إلا أن تزورني كلما غادر أحد أولادي البيت .
في البدء كان خالد ، ثم سهل مرتين ، والآن عبد الرحمن ..
في انستغرام وضعت هذه الصورة

وكتبت تحتها ذلك المقطع الملحاح :
He’s leaving home after living along for so many years ..
He’s leaving home .. Bye bye ..
تنهدت وهتف قلبي : يارب .. فرجك قريب وقاصدك ما يخيب ..
اللهم إني استودعتك ابني عبد الرحمن ، ومن قبله ابني سهل : دينهما وأمانتهما وخواتيم أعمالهما ..
اللهم احفظ أولادي من بين أيديهم ومن خلفهم ، وعن ايمانهم وعن شمائلهم ، ومن فوقهم وأعوذ بعظمتك اللهم أن يغتالوا من تحتهم ..
0.000000
0.000000
أرسلت فى من هنا وهناك | مصنف الأم, الأبناء, الأسرة, البكاء, الحزن, السفر | 21 تعليق
الله يصبر قلبك يارب ويفرحك برجعتهم معاهم احسن الشهادات
عاجلا يارب
وتصبري باللي فقدو ابنائهم بدون رجعه واللي انقتلو قدامهم
بيجي اليوم اللي يرجعون فيه وتفرحين
أهكذا قلب الأم ؟! </3
الله يصبر قلبك و يجمعك فيهم و يقر عينك بنجاحهم
ياااااا رب إنتي و كل أم ؛
ربي يوفقهم ويحفظهم من كل شر ويطمن قلبك عليهم
آه ، يا قلبكِ أبلة … يا قلب الأم ، كيف يصطبر 😦 !!
لا أريد أن أعبر ببلاهة هنا ، لكني بكيت قلب أمي ، التي تعيش الواقع مثله ، لكنّ بشِّدة أكثر ،
السنة الماضية ، ابتعدت ابنتاها عنها إلى أوروبا !
و الآن تماما :
احب بناتها لها (واجزم انهن كلهن احب لها) تعين توظيفها في أقصى الجنوب ، برفقتة اخاها ، !
و الثالث إلى أمريكا بقلب يملأه الفأل بمستقبل واعد !!
ثلاثتهم و ابتعدوا بنفسم الوقت .. لكأن البيت صار مهجورا !
و تبقى في أرجاء منزلها ، تتشاغل عن حزنها ،
و قد تغلبها دُموعها :””” …
يارب احفظهم أجمعين ، و لُمَّ الشمل قريبا ، يا ربنا :”)
الله يصبرك يارب ويفرحك فيههم ويجعلهم بارين فييك الله يحفظهم من كل مكروه وون كل شر
أبلة هناء حبيببببتي ♥ ♥
أغبطك لأنو ربي تكفل بتربية قلبك ♥ يعاملك الله باسمه الرب ؛ فاستشعري معية الله لك ♥
وما يدريكِ ؟! لعله ذهب ليحصد أجوراً وحسنات أكثر ؛ فالله يريد أن يرفع مكانته عنده ()
استودعيه عند من ﻻ تضيع عنده الودائع ..
دعواتك له يا أمه ♥
الله يوفقهم يا خاله هناء ويرجعهم لك سالمين يا رب ومتفوقين في دراستهم
لي قريبة ثلاثة من أبنائها مبتعثين أكبرهم يبلغ من العمر حوالي 28 وأصغرهم طالب الر18 عاما
وابنتاها متزوجتان ولم يبقى لديها أحد سوى ابن واحد
من جد حال العوائل محزن جدا. .
الله يحفظهم ويردهم سالمين وغانمين
يرجعلك هوا بالسلامة يا رب, وهوا حامل معاه شهادتو, رافع راسك ورافع راسو بيها. 🙂
اتعبتني كلماتك ابله هناء.
تذكرت امي يوم وداعها لي يوم زفافي
ويوم ذهبت للبعثه
وكنت اعاهد نفسي الا اكترث بذهاب اولادي لما يكبرون
لكن من بعد كلماتك اتخيل اني لن اقدر رغماً عني.
الله يصبر قلبك وقلب كل ام ابعد عنها فلذة كبدها
والله يرجع لك اولادك بالسلامه.
قشعرتي لي بدني ثقي بالله وتوكلي علية والله لايخيب من توكل علية. ربي يرجعهم لك سالمين غانمين ويقر عينك بشوفتهم. قووولي أمين. عن جد يا أبلة هناء أعتبرك أم لي وبنستفيد منك فدمتي لنا 😦
الله يصبرك ابلا هناء
ما ادري هل يحق لي اقولك اني حاسه فيك
حيث اني امر بتجربتك عكسياً
فانا الابنة التي ستغادر والدتها اللي كانت تظن ان الوظيفه قادرة على
ان تبقيني بالقرب منها
انا من جهة سعيدة لاني سانظم اخيراً لزوجي بعد معاناه بعدما تيسر لي النقل
ومن جهة سعادتي مشوبة بحزن على والدتي التي انا متاكدة انها تقدر وضعي ولكنها لا تملك
الا ان تحزن لفراقي
أتتني هذه التدوينة على إيميلي منذ أن نزلت في المدونة و من العنوان توقعت المكتوب و المحتوى لذا تعمدت تجاهلها تماماً لأجد مقاومتي تنهار الليلة فأقرأها و أسبح في دموعي!
سيسافر ابني الأكبر بعد بضعة أيام إلى الشرقية حيث يدرس بعد أن قضى معنا الإجازة كاملة …و لكن بسفره ستتجدد أحزاني التي لا أحب أن يراني فيها أحد من أسرتي حتى لا ينهارون هم أيضاً…
آه لو يعلمون كم يحتمل قلب الأم و كم يتألم ذلك القلب و يتمزق!
ألم لا يمكن أن يصفه أحد! أبناؤنا هم قلوبنا نرمي بها في خضم الحياة و نحن مرغمون لأننا نريد لهم الأفضل حتئ و إن ابتعدوا عنا …
الله يصبرك و يصبرني و كل أم ذاقت حرقة البعد عن أحبائها و الله يرجعهم لنا سالمين و ناجحين.
أسال الله أن يعيدهم و كل مبتعث و كل طالب علم سالما غانما يحمل بين يديه شهادة يرفعه الله بها في الدنيا و الآخرة
و أن يربط على قلوب اهليهم
الله يرجعهم سالمين غانمين و يقر عينك بيهم
انهمرت دموعي والحرقه تعصر قلبي
تذكرت بعدي عن امي وكيف انها تجلس وتنام وحدها
تذكرت كيف في يوم واحد ودعتني انا واخي دفعه واحده
والدموع في عينيها
قبل ان اكتب سطوري هذي هاتفتها واطمئننت عليها
سألتني لماذا تبكي فكأنت اجابتي دمووع ودمووع
كم اشتقت لك يامي
ليتني لم اقراء هذه المدونه
لم اكن اعلم ان هذه هي مشاعر الام..وكنت اقسو على امي في بلاهة عندما ترجو بعض التقدير لعنايتها بنا “محد قلك تخلفي”. نادمة حتى النخاع..هل من طريقة لتغفر ذنبي؟
اسأل المولى ان يحفظهم جميعا لكِ..وان يصبرك على فراقهم.
إذا كانت لا تزال على قيد الحياة فالزمي قدميها فوالله ما علمت عملاً أعظم بركة على المرء من بره بأمه . وإن كانت قد توفاها الله فأكثري من الاستغفار وصلي أهل ودها وتصدقي عنها وادعي لها .. والله يغفر لك ولها
الله يصبرك ياغاليه ويرجعهم لك بسلامه ياكريم يارب وكل ام ياحي ياقيوم…