ومن الفضول ما يُحمد !
23 فبراير 2013 بواسطة هناء
عندي عادة ، لا أعرف هل أعتبرها حسنة أو سيئة ..
أحب أن أعرف ما الذي يدور في داخل البيوت والصدور ..
لا ، لست فضولية على الإطلاق ..
حسناً .. لعلي أكون فضولية بعض الشيء ، ولكني كذلك طالما لم أتدخل بالفعل في شؤون الغير .
أعتقد في كثير من الأحيان أن روح الكاتبة بين جنبيّ هي سبب هذه ( اللقافة ) . أحب أن أتخيل ، أن أعرف سبب هذه المشاعر وتلك الأحاسيس ، أن أعيشها وأكتب عنها ، لعلي أستقي منها بعض الحِكم .
أخبركم ما الذي أقصده .. أحب عندما أكون في سيارتي – خاصة في الليل – أن أستغل وقت المشوار في تأمل نوافذ البيوت .. رؤية النوافذ المضاءة والستور المسدلة ، أو الأنوار المعلقة ، أو أطراف الجبس في الأسقف تجعلني أتمنى لو استطعت أن أحلق بروحي إلى الداخل لأرى كيف هي حياتهم .. ماذا يفعلون .. كيف يعيشون ؟
ترى ماذا تخبئ هذه النوافذ ؟ ترى ماذا تخفي تلك الستائر ؟
أكاد أسمع أصوات أطفال تلك النافذة وهم يتضاحكون ويتشاجرون محدثين جلبة قوية وقد انهارت والدتهم بجانبهم من التعب والانزعاج ، تدعو الله ربها أن ينزل عليهم النعاس وعليها الصبر ، فأضحك وأقول : أين رأيت هذا المنظر من قبل ؟ أين أين ؟
أما تلك النافذة فقد عُلق عليها شرشف الصلاة منعاً لضوء الشمس من التسلل صباحاً ، ولنظرات الفضوليين أمثالي من رؤية المشادات التي تحدث بشكل شبه يومي بين الزوجين : هو يشكو إهمالها له ابتداء من عدم سكب كلمات الوله والعشق في أذنيه مع أذكار الصباح و المساء ، وانتهاء بانشغالها عنه بكل شيء في العالم ؛ أطفالها وأهلها ودراستها .. وهي تشكو إهماله لها ابتداء من تخصيص كل عطلة الأسبوع للسهر مع أصحابه بدلاً من قضاء بعضه معها ومروراً بإهماله للإصلاحات المنزلية التي لا ينبغي أن يتولاها إلا الرجال كمفتاح النور الذي ( يكهرب) من يلمسه والعتبة المكسورة التي تخدش قدم كل مار وانتهاء بالستائر التي لا يرى لها داعٍ ، وما باله شرشف الصلاة لا يغني ؟
هؤلاء قوم يحتاجون بشدة إلى تعلم معنى (الخيرية ) في قول النبي صلى الله عليه وسلم (خيركم خيركم لأهله ) ، وإلى الكثير من التضحية براحة الذات والتغافل عن بعض الأخطاء إذكاء لشعلة الحب أن تخبو .
ماذا عن تلكم النافذة ؟
نافذة فاخرة لمكتب باذخ تشغله سيدة أعمال تحسب أن الصلافة والجفاء من لزوميات النجاح . امرأة ( أو قد يكون رجلاً ) فيها جاهلية ، تتعامل بفوقية وتعالي مع خدمها ونساء أبنائها ومن قصدها طلباً لمساعدة أو شفاعة جاه ، مع أنها تحاول كثيراً أن تخفف من غلواء ذلك الطبع في نفسها لكثرة ما سمعت من انتقادات .. ولكنها إذا غضبت فإنها تصرخ وتشتم ولاتراعي أحداً .. يذكرها زوجها أن الناس سيكرهونها ، فتجيب بقرف : ليكرهوني .. هم يكرهون كل ناجح مثابر .. يكرهون كل نظامي .. يريدونها ( شوربة ) ..
لم تعجبني تلك النافذة .. أكاد أرى خاتمة صاحبتها السيئة .. مريضة , عاجزة بعدما تقدم بها السن كثيراً وانفض عنها زخرف العمل والجاه .. لم يعد لها إلا خدمها ونساء أبنائها .. أكره أن أراها تعتقد أن الناس لا زالت تهابها ، وإنما هم في الحقيقة يشفقون عليها ويرحمونها لحسن أخلاقهم وجودة معادنهم . ا
نظروا إلى هذه النافذة العجيبة . . نافذة مستشفى في هذه المرة .. فيها أربع مريضات يتممن إجراءات ما قبل النوم بعد انصراف الزوار .. هذه إحداهن ، أجريت لها عملية استئصال الثدي قبل يومين .. تقوم وتدور بين جاراتها بعلبة ( براونيز ) فاخرة جاءتها هدية من أمريكا . تمشي محدودبة الظهر وببطء ، فلازال جسدها يرضخ لقوانين العمليات الجراحية الكبرى .. كانت تحسب أنها في كرب وبلاء لهذا الاستئصال الذي هز كيانها النفسي وكاد أن يقوض أركانه ، فلما رأت أمراض رفيقاتها هان عليها ما تجد ، وعلمت أن بلاءها قد يعد نعيماً في معايير البعض يجب أن تحمد الله عليه ، وأن إظهار الجَلَد والقوة بعد ( تحصين النفس بالأذكار ) هو من التحدث بالنعمة والتأدب مع الله بإظهار ما من الله به عليها ..
هذه نافذة أخرى .. نافذة بائسة لحجرة سائق بنغالي .. الحجرة ذاتها مساحتها 4 أمتار أو أقل .. سيئة الإنارة والتهوية ، وبالطبع سيئة التشطيب ، فقد استأجرها قبله العشرات .. تفوح من جدرها المقشرة رائحة السجائر والوحدة والشوق .. يتمدد فوق سريره الحديدي الصدئ ليطير بخياله إلى أولاده الثمانية الذين يناشدونه بصمت أن يتحمل الغربة والكربة وجور الكفيل ووطأة العمل ليبعث إليهم بأموال ليكملوا دراستهم ويحتلوا مقاعد جيدة في قطار مجتمعهم. لا يدري ، هل سيفخرون بهذا الأب العصامي المثابر أم أنهم سيخجلون حين يُسألون عن عمله فيجيبون كاذبين : ممرض في مستشفى كبيرة .
قبل أن ننتقل إلى تلك النافذة التي تنبعث منها الأصوات المزعجة ، أريدكم فقط أن تلقوا بنظرة إلى الكوة الصغيرة للحجرة الملاصقة لحجرة السائق البنغالي .. هل رأيتم ذاك العامل الذي دخل لتوه إلى حجرته وبادر – حتى قبل أن يخلع حذاءه ليغتسل – إلى ثلاجته الصغيرة ليخرج علبة عصير باردة .. يفتحها ، يسمي الله ، ثم يجرعها دفعة واحدة.. ما شاء الله .. بالعافية يعني !! ولكني أكاد أشعر ببرودة العصير وحلاوته تنساب في حلقي في هذا الجو الخانق.. يتهلل وجهه تلذذاً وانتشاءً ، يمسح شفتيه بظهر كفه ، ويحمد الله في سعادة .. أعجبني !! أحب شعور الامتنان لله وحمده بإخلاص .. أشعر أن لي رباً يرعاني ويحب أن يُفرحني وأنا أحب أن أشكره ..
طيب ، هل تسمعون تلك الأصوات المزعجة الصادرة من تلك النافذة ؟ اكتشفت أن هذا فتى قد راهق .. صوته لا تعرف كيف تصنفه .. ويشعر بالكثير من الأهمية .. كيف لا وهو يعيش في مجتمع لا تكاد النسوة يستطعن فعل أي شيء فيه مالم يكن ذلك بقيادة ذكر . أي ذكر .. مواطن أو وافد ، صغير أو كبير .. المهم أن يكون ذكراً . هذا الفتى بالذات أحد (ذكرين ) في الدار .. الأب ( رجل ) كبير في السن .. والذكران الآخران يتناوبان على قضاء حاجيات نساء الدار الأربعة .. طلبات المدارس لا نهائية ولسان حال كل معلمة ( مافي البلد غير ها الولد) فتدلل نفسها بالطلبات الأسبوعية وكأن مكتبة الحي تقبع في أسفل العمارة ، مقاضي البقالة يومية ، المشاوير التي تحتاج منهم إلى توصيل شبه يومية ، وبين هذا وذاك صراخ متواصل من الذكرين وتأفف وتضجر وإذلال للبنات دون أن ينتبها إلى أن الوجبات الثلاث تقدم لهما في مواعيدها بلا طلب ، وأن الثياب تكون جاهزة على الدوام ، وأن حجرتهما تنظف وتخرج منها الفتيات كيسي قمامة يومياً . فإذا طلبت إحداهن شيئاً ، نظر الذكر إلى جدول مهامه في ذلك اليوم ثم رمى لها “باللا” المعهودة ، وخرج مباشرة بلباس الرياضة ليلحق المباراة .. ويتعالى القهر في نفوس البنات : ما ذنبنا أن كنا في مجتمع موغل في الذكورية ؟ ولكن لا حياة لمن يسمع !
هؤلاء قوم آخرون يحتاجون لمعرفة جيدة يما يعنيه قول النبي صلى الله عليه وسلم ( خيركم خيركم لأهله ) .
لنختم جولتنا في عالم النوافذ بهذه النافذة .. أكاد لا أرى شيئاً .. الضوء خافت للغاية وعلى السرير رجل يحتضر .. عاش سنين طويلة يكابد فيها عناء الوظيفة ، ونكد الزوجة ، وعقوق الأولاد . كم من دموع سكب ، وإن أشد الدموع ما سكبه رجل مقهور .. تؤذيه زوجته فلا يستطيع أن يطلقها رحمة بعياله .. يكبر أولاده فينهلون من أخلاق أمهم النكدة ، المدير الطاغية ينافر طبيعته اللينة الودودة ، ولكن حتى اللين الودود قد يتصدع قلبه ، فكان يكابر ليقف شامخاً .. إلى أن حان اليوم الذي سقط فيه الفارس مثخناً بعدما علاه السن والمرض .. هاهو الآن يحتضر .. لا يكاد يسمع لغط من حوله .. يتنفس بصعوبة وبصره حديد .. سمع كلمة عابرة من حفيده : تعب كثيراً ، يارب يرتاح !! يفكر فيما تبقى له من ذهن : هل سيرتاح فعلاً لو مات ؟ نفحة قوية من رجاء رفعت أصبعه السبابة ، وتمتم..
لم أسمع ما قاله .. ولكن لنرجُ له الخير .
والآن .. ما رأيكم بهوايتي ؟ هل تعتقدون أني فضولية بالفعل ؟
0.000000
0.000000
أرسلت فى خواطر ، | مصنف الأخلاق, الأسرة, التربية, خواطر | 35 تعليق
يااه ياهناء جميلع جميله جدا…استمتعت وربي
جميل جدا ابلا هناء
هوايه جميله امارسها احيانا
جميييييييييييييله ❤
يا أبله هنو كلنا ملاقيف بس لقافة حلوة تشوفي أحوال غيرك وتتأملي وتشكري ربك ،جميل ماكتبتي
رااااائعة
رائع ماخطه قلمك والاروع هو فضولك
لا أصدق!!!
امضي ساعات طوال اجاهد نفسي الا (اتلقف)!! والله شعور متعب خصوصا اذا كنت ضمن جلسه
نسائيه..
وبالاخير،، اكتشف انه لدي ذات اعراض “الفضول” اللتي معك..
طلع فضول.. وانا كنت احسبه تأمل..
لا ضير من اختلاف المسميات.. مايهم هو ماذا نستفيد؟؟!
حوارتنا الداخليه..كيف تبدأ؟ وكيف تنتهي؟ وهل هي ناضجه كفاية لتتمكن من فهم مانتلقف عليه؟؟
لاشعوريا..دعوت بالرحمه والمغفرة للرجل المحتضر.. حتى مع كل معاناته مع زوجه وابنائه ورب عمله..غبطته
على سبابته..
رحم الله الجميع.. وبارك الله لك في قلمك..ولقافتك. ♡♡
ينتابني مثل هذي الخيالات في طريق السفر وتشدني البيوت البسيطه في القرى واتمني اجرب العيش بها ولو ساعات.
اتمتع بنفس كمية الفضول التي تمتلكيها ولكن بالنسبه لي امارسها مع اصحاب السيارات اثناء قضاء مشاويري .. كثيراً ما اتوك الخيال لفكري .. ترا عن ماذا يتحدثون او بماذا يفكرون او او او …..
اممممم اعتقد انه نوع من التأمل العميق والتحليل للمواقف اكثر من كونه فضول …
والا ايش رايك خالتوو هنا 🙂
نعم انتي فضولية بتهذيب …
راااقت لي تدوينك وكانت مختلفه عن ماقرأت لك ، اتمنى ان اصل يوماا الى ماانت عليه ♥
حفظك المولى
تتمتعي بالخيال الواسع ..، التخيل والتفكر عن مايدور خلف تلك النوافذ من الهوايات الممتعة، الإنسان بطبيعته فضولي يحب الإكتشاف والتأمل ، فلما لا نطلق العنان لخيالنا ونستمتع بلحظات نصنعها من خيالنا بعيدا عن التدخل في شؤون الآخرين … أبله هناء تدوينة اكتر من رائعة
تتمتعي بالخيال الواسع ..، التخيل والتفكر عن مايدور خلف تلك النوافذ من الهوايات الممتعة، الإنسان بطبيعته فضولي يحب الإكتشاف والتأمل ، فلما لا نطلق العنان لخيالنا ونستمتع بلحظات نصنعها من خيالنا بعيدا عن التدخل في شؤون الآخرين … أبله هناء تدوينة اكتر من رائعة
فضول فيه سمو ورقي… اعرف كيف يعيشون واحال ان حمل بعيدا عنهم همومهم و
كل مايكدر معيشتهم ولو بالشيء القليل والدعاء لهم
راقت لي واعجبتتي مثل ما انا معجبه بشخصتك
حماك الباري
اسلوب رائع
جعلتي اعيش العديد من القصص
والآن اصبحت لي هواية جديدة 😂
مراقبة النوافذ
رائعة هذة قرأه لما خلف الاستار والبيوت اسرار
بيت تعمه الراحه والسكينه ولصيق له تضج وتنزج جدرانه الماً وهماً
ابدعتي كعادتك 🌹
الولد المراهق اللي مطفش اخواته يبغاله كف يصحصحه من الغيبوبة … فين عايش….؟؟؟
معليش انسجمت في التخيل،،، تدوبنة موفقة ابلة هناء….
لن اسمي ذاك الشيء بالفضُول ، لان من طبيعه الانسان ان يتجدد و يتعرف ع اشياء اخرى ربما تجهله ، انا مُقارِبك لكِ تماما ، اتامل البيوت ليلا ارى الانارات تنطفي يذهب بي خيالي الى خيال الشخص داخل غرفته ، اتمنى ان اعرِف هل اصحاب هذا البيت سعيدين ام هناك حُزن يُخيم عليهم .. رائِعه يا استاذتيّ هناء ..
أتوقع هذا الخيال الواسع الذي تجول خلف النوافذ بدأ ببداية الحياة الأسرية وانتهى بنهاية الإنسان بالاحتضار مرورا بأشكال وألوان من البشر وأحوالهم وصورا من عوائدها وسلوكهم ومشاعرهم كأنك ياهنو أجريت نوعا من أدق أنواع الفحوص الطبية لمجتمعنا العزيز و سحبت خزعة بايبسي من جسد المجتمع ولعلك في تدوينتك القادمة تعطينا نتيجة هذا الفحص
لست أنا من يقيم كلمات يغلفها صدق المشاعر… ودقة الوصف ! لاحرمنا الله كلماتك أبله هناء … >> أمتعتيني كل المُتعة حقيقي عشت معاكِ كل مشهد 🙂
قرأت التدوينه بسبب فضولي الذي يريد أن يتعرف على فضولك …
و نتيجة التعارف طلعوا أصحاب في هذا التفكير التأملي أو مثل ما أحب أسميه ( أسولف مع نفسي )
سردك للفكرة جميل وتدوينة ممتعه ،،، شكرا هناء
أُسجِّل إعجابي بقُوّة ، مرحباً بفُضولٍ ينسِجُ لنا خيالاً يقتحمُ الواقِعَ الصّامِت !
اقتراحي أن تكون فكرةً لروايةٍ مُستقبلاً ، وسأكون أوّل القارئين بإذن الله .
ماشاء الله اسلوبك بسيط لكن ممتع وجذاب
يشد الواحد للقرأه دون تكلف او تفلسف ولكن راقي في نفس الوقت
من زمان ما قرأت شي ممتع زي كذا
أعجبتني طريقتك في الكتابه جدا والتنوع والوصف التفصيلي للشخص اللي تتخيليه ولإللي في نفس داخل الشخص وتفكيره، هوايه ما عمري عملتها ولا فكرت فيها بس أتحمست ومن بكرا حأجرب أتخيل ههههه
ولست فضوليه بالعكس هذا خيال واسع، ولو كان الفضول كدا كان شي جميل والله نصبح فضوليين 🙂
نوع فضولك حميد وجميل لأنه صامت بينك وبين نفسك ، أبعد الله عنك وعن جميع المسلمين الفضول الجارح ، أستمري أستاذتي ف الإبداع من نصيبك
رائعه رائعه جداً
ياهناء استمتعت كثيرا بالمدونه ،تخيلت وانا اقراها امشي في شوارع المدينه واتفرج على الشبابيك
كم في البيوت من عجائب واسرار ماريعلم بها الا الله
سبحان من يعلم مافي التفوس
تذكرت وانا اقرا تدوينتك الستر واسم الله الستير
اللهم استرنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض
ابدعتي
اسميتها لقاافه بل هيا تخيلااات رائعه هذا ماتعيشه الاسر …
ابدعتي
تسجيل مرور
هو أشبه ما يكون بالفضول المغلف بالخيال
الفضول المحمود ( حالك حال نفسك )
فلن يؤذي فضولنا أحدهم و لن يعكر صفو يومه ؛ فكل ما يحدث هو
أحاديث نفس قصيرة ما تلبث أن تنتهي و ننساها .
أحياناً نتخيل أنفسنا ماذا لو كنا بداخل تلك البيوت ؟؟
و نربط الصور بمشاهد رأيناها سابقاً أو تخيلناها
أو تمنيناها لأنفسنا ( كما يحدث لي حين أمر بجانب قصر كبير D: ) ..
تدوينة جميلة و يارب لك الحمد على كل ما أنعمتَ به علينا
ياه ما أجملها من هوايه – أنا مثلك تماما و أحيان أشطح كثير أتمنى لو ادفع المال لأجل أن أقتني شيء يجعلني أعلم مايدور في تلك البيوت و القلوب – أحيانا شدة ميل الأنسان إلى الفضول الذي بداخله إلى أنه يتجاوز ذلك الى ان يتمنى لو يعلم الغيب فقط لأجل اشباع فضوله – لكن من سنة الله تعالى أن جعل علم الغيب صفة له وحده سبحانه لأنه أقدر و أحكم – فنخفي شهوة الفضول عن الناس لأنه ليس من اللائق أن نظهر بمظهر الملاقيف في نظرهم – لكن نبقى نغلف هذا الفضول بخيال واسع نخفيه عمن حولنا فالله تجاوز عنا حديث النفس و ان نطقنا به فهو تلطيف لأنفسنا – فنحن نستهلك عقولنا وتفكيرنا أحيانا من أجل اشباع رغبتنا بحرية الخيال والهرب من ضغوط الواقع فنفسح مجالا لخيالاتنا و نتنفس منه ولو أن هذه الخيالات قد تكون أعباء حملناها قد لانقوى عليها لو انها في الواقع لكن مثل ماقال احدهم ان الانسان حائر في أمره و كل واحد منا هو مصدر حيرة لغيره – فأظن أنخراطك في هوايتك هذه ماهو إلا أنك تتمتعين بأناقة الروح التي تتمثل في مشاعرك النبيلة الدافئة فتنفعين الناس وتحسنين اليهم و تشاركينهم ولو بخيالك ومايجري فيه فهي متعة روحية فائقة لن يعلم بلذتها إلا من ذاقها – فكل خيال وصفتيه لنا عشنا معاه أحداث و قصص هذه النوافذ بكل التفاصيل التي ذكرتيها بالخيال فقط – فكلنا تلقفنا و اشتركنا في الفضول تبعك فالانسان قد لايملك خيال نفسه وهو فضول بطبعه – فلنطلق بخيالنا حيث يشاااااااء و نمارس هوايتنا مع نفسنا – و اعتذر عالاطالة بس دخلت جو مع موضوع هوايتك اللذيذة …….
ا نثرته ينتاب اغلب البيوت في مجتمعنا , بعينك الناقمدة استللت مواضع الخلل
باسلوب سلس صبغته البساطة والاريحية .
حب الفضول جبلة انسانية , على الاقل حتى لا يشعر بالوحدة و الانفصال عن الاخرين ,هم مثله في الالام والامال ..
بل التامل في التفاوت بين البشر من صميم الايمان بالاقدار ..
تحل عليك البركة من رب العباد ..
البيوت اسرار والابواب تخفي خلفها قصص غريبه عجيبه ماتتوقعين انهاتصيرفي بلاد الاسلام لايغركم مظهرالانسان فماتخفيه نفسه اعظم دمتي بود وموفقه وفضولك كان ممتع وعيشتيتي اللحظه بتفاصيلها شكرا🌹
جميل ، جميل جداً هذا الفضول ، المغلف برسائل غير مباشره .
استمتعت بالقرائه
[…] الذي طال النوافذ والستور المرخاة في تدوينتي الأولى ومن الفضول ما يُحمد والتي لاقت نجاحاً كبيراً بفضل الله ، فسيسعدني أن أطرح […]