حفلات العزاء
1 يونيو 2015 بواسطة هناء
عنوان مزعج ، أليس كذلك ؟ الحقيقة أن الواقع أكثر إزعاجًا ، على الأقل في الحجاز ، ولا أعلم عن باقي المناطق .
عادتي في العزاء أن أسلم على أهل الميت وأواسيهم بكلمات وأدعو لميتهم بالرحمة ثم أنصرف دون أن أتناول شيئاً ولو جرعة ماء ، ولكن في الشهور الماضية حضرت اثنتين من حفلات العزاء بسبب صداقتي القوية لأهل الميت ، وجلست على غير عادتي فترات طويلة ، كنت أرقب فيها باهتمام مع كم هائل من الغضب والاستياء ما يجري .
ما أعرفه أنه لازال الناس يقولون إذا جلسوا مجلساً يسوده الهدوء المطبق :”مالكم كأنكم في عزاء” .. للأسف ، تغير الوضع الآن ، فبقي المثل وتحول الواقع .
غالبية النساء “المعزيات” “اللواتي يفترض أن يكون سبب وجودهن في هذا المكان هو مواساة أهل الميت يحضرن من أذان المغرب أو قبيله بقليل “ويتكئن”! وهذا لفظ حجازي “مفصحن” للتعبير عن إطالة المكوث بشكل مبالغ فيه . لا مشكلة لدي شخصيا في الإطالة ، ولكن مشكلتي فيما يفعلنه أثناء ذلك . مفهوم التعزية والمواساة اندرس تماما أو كاد.
التنافس على “إكرام الميت”بأنواع الضيافة و”المباشرة” ، العشاء ، الضحك الصاخب ، اللباس ، كل ما حولك يوحي إليك أنك في حفل بالفعل . تكاد تظن أن الناس ينتظرون أمثال هذه الحفلات للاجتماع وتناول الطعام وكل شيء قد تفكر فيه .. كل شيء إلا التعزية والمواساة.. وما بين هذا اللباس ، وتلك الضحكات ، فإن قلوب أهل الميت المكلومة تكاد تتفطر حزنًا على ميتهم ، وغيظاً من أولئك المعزين باردي الوجوه ، متحجري القلوب ، ولولا خشية العيب لنهروهم أو طردوهم .
خذ مثلاً اللباس .. من شاءت ألا تخلع عباءتها ، فالعباءة نفسه فتنة وزينة (ولا تنس أن هذه العباءة خاصة بالعزاء) ، ومن خلعتها فإنك إذا رأيتها تخطئ الظن وتحسب أنها في حفل .. أوه .. لقد ذكرت أن هذا حفل عزاء بالفعل .. إذن المعذرة ، هي لم تخطئ التصرف ! أنا من أخطأت الفهم .
وبعض النساء ، من باب إتحاف أهل الميت وتقديراً للميت نفسه يتنافسن في إحضار ما لذ وطاب لتقديمه على العشاء .. العشاء الذي يفترض به أن يكون معداً لأهل الميت .. البعض يحضر أنواع “التعتيمة”، وهي لمن لم يكن خبيراً بعمل أهل الحجاز حلويات شعبية كانت تقدم في “ليالي الزفاف والأعراس”!! تتكون من الهريسة واللبنية واللدو والحلاوة الطحينية وغيرها، وأنواع الأجبان .. والبعض يحضر “المعمول” أو غيره من المأكولات التي –بالتأكيد- ليس هذا محلها. ناهيك عن التمور المزينة ، ولم ينقص إلا الشوكولاتة الفاخرة .
ماذا عن المكياج ؟ بالمناسبة ، هناك مكياج خاص بالعزاء !
ماذا عن الضحك والسلامات وتبادل الأشواق والحكايا ، وآخر أخبار السفر ، وكل ذلك أمام أهل الميت مباشرة وكأن من مات عندهم قطتهم الأليفة أو سائقهم المخلص ، لا زوج أو أب أو حبيب..
كل ذلك قد يكون محتملاً ، ويمكن ابتلاعه بصعوبة مع احتمالية الغص به ، ولكن ما سمعته قريباً عما حدث في إحدى هذه الحفلات جعل فكي يتدلى ببلاهة من سوء أدب وأخلاق بعض القوم ، و الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاهم به .
حدثتني إحداهن أن بعض “المعزومات” .. أقصد المعزيات” طلبت شاياً أخضر بعد العشاء ، مع العلم أن الشاي لم يكن أحد الفقرات أصلاً ! وأخرى طلبت ماء في كأس زجاجي لا في قارورة بلاستك !! وثالثة سألت عن نوع اللحم الذي يُقدم لأن اللحم الفلاني لا يناسب معدتها ، ورابعة طلبت “طرشي” مع الرز !!!!
لعل المشاركة في بعض أحرف “عزاء” و”عزومة” أورثت هذه المشاركة في بعض الطقوس . ولكن الذي أتيقنه أنك إذا لم تستح فافصنع ما شئت ! والذي أتيقنه أن من جاءت للعزاء بهذه الرقاعة “ووساعة الوجه ” ، ستأتيها يوما رقيعة أخرى وسيعة الوجه “تعزيها” وتطلب ماء “بيريه” مع العشاء .
عندما قال النبي ﷺ : ” اصنعوا لآل جعفر طعاماً فقد أتاهم ما يشغلهم “، كان يقصد أن يأتي الناس بالطعام لآل جعفر ويخدموهم ليكفوهم هَمّ الطعام في هذه الفترة الحرجة ، والآن صار آل جعفر هم من يصنع الطعام ويقوم بخدمة “المعازيم” ، أقصد “المعزين” ، لئلا يوصموا بالبخل وعدم إحترام الميت وتقديره .
أعتقد أن كل هذه التجاوزات المرفوضة جملة وتفصيلاً ترجع إلى تجاهلنا هدي الصحابة في عدم الاجتماع وصنع الطعام، وقد قال أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه : كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعهم الطعام من النياحة ، ومعلوم حكم النياحة في الشرع .
ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها . وأقول – وأنا مسؤولة عن قولي- امنعوا تقديم العشاء في حفلات العزاء حتى تصبح عادة معروفة ، ثم انظروا كيف ستختفي كثير من هذه المناظر المؤذية . اقبلوا التعزية بالهاتف أو باللقاء العابر أو حتى برسالة الجوال لو تعذر المجيء ، ثم انظروا كيف ستختفي باقي المناظر المؤذية .
نحتاج لتصحيح المسار في أمور كثيرة من حياتنا .. فلنبدأ جميعنا بالتغيير ، ومن سنة سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بعده إلى يوم القيامة لا ينقص من أجورهم شيء.
أرسلت فى Uncategorized | 17 تعليق
والله مازلت أتذكر في عزاء جدي رحمه الله , جالسات قدامي ويتكلمن عن خلطة تنعيم الشعر وتصفية الوجه وجالسة تنقلها الخلطة قدامي بعدين تنقلن لموضوع الحمل ..يعني جيتي وأديتي الواجب جزاك الله خير إذا عندك شره للثرثرة روحي لأماكن ثانية.. أما تجلسي تهرجي بأخبارك الخاصة قدام وحدة حزينة يادوب ماسكة نفسها قدامك بسبب الظروف .
ف عزاء ابويا الله يرحمه وحدة كانت تعزم المعزين ع فرح بنتها ، الله يسامحها ع قد ما كنت مضايقة وحموت وقتها كيف ممكن تتجاهل حزننا وتعزم كدا بكل برود وانعدام إحساس الا انو حزني كان عظيم جداً لمن وصلني خبر وفاة بنتها السنة اللي بعدها ع طول .
الله يرحمهم جميعاً ويتجاوز عن اخطائنا واخطاء غيرنا يارب .
شكراً لك تدوينة حركت مشاعر كتيرة داخلي .
صدقت والله يا هنو …..وأنا نفسي كنت زمان اروح العزى وأخرج منه وقلبي واجعني على الميت وأهله وهذه اﻻيام تروحي تعزي. … الله المستعان تتفرجي على الدنيا والناس الي داخلة تعزي بالعبايات الي أحلى من الفساتين والشنط الماركات والسبح الملونة في اليد و الساعات والخواتم والمكياج الخفيف إلى المتوسط …….وكأنك رحت مكان عرض أزياء فتخرج من العزى قلبك زي ما دخلت بل أسوأ لما أصابك من اوساخ الدنيا.
هنو من قبل أكثر من 25 سنة لما مات ابويا الله يرحمه جونا ناس بمكياج وناس بودي لأن فعلا لافتة للنظر حتى أتذكر اني جلست اطالع ايش هادا الموديل
دول كانو يطلبوا عصير برتقال بس الحق يقال فرش مش صناعي .
حكاية الناس يجلسوا بالعبي جديدة اول كان لازم تحضير أحد يجلس عند العبي وياخدها منهم وبعدين يردها حكاية الأكل دا رواية لوحده أتذكر في موت ستي وسيدي الله يرحمهم ودا أكثر من 35 سنة كان لازم نص احنا السفر بنظام معين ناهيك عن أنواع معينة من الطعام خاصة بكل يوم بذات الثالث رز بحمص وسقط الين خلونا لما تشتهي الرز بحمص حق الطباخ يتشا ئموا منه الناس
أضيفي إلى التصنع اما الحكايات دي يعني لأن الناس صارت تعيش في قطيعة من الأهل والأرحام والأصدقاء فما يصدقوا يصير عزاء يجوا بسرعة علشان يشوفوا الناس اللي من زمان ما يعرفوا عنهم حاجة الله يهديكي بس ما صدقوا يشوفوا بعض ههههه
حقيقة مضحكة مبكية
دا غير اللمز والهمز والحش ووووو
دا انا كنت في عزا من حوالي 10 سنوات لقيت تطور رهيب قالوا بدل الأكل اللي زي الناس نسوي بوفيه أكل صيني لا وجلسوا وا يتصلوا ويعزموا على اليوم دا اللي شايلين العشاء حقه ويقولوا لا لا يومنا غير تعالوا ما احنا مسويين زيهم تعالوا بس
حقيقي كان نفسي أقوم أعطيهم كم كف على وجيههم هادي اللي ما تستحي لو يعني كان ميتهم كان سووا كدة
ياشيخة يآ خسارة الموت لما كان عظة وعبرة وتذكير للناس هم فين رايحيين في النهاية
خسارة حتى الوقت اللي صرنا نقضيه في هادي المناسبات السعيدة اللي كانت المفروض تكون حزينة وتذكر بالآخرة
الله أكبر يا زمنا اللي صار ما فيه حزن حتى على ميتنا .
ترى والله قلبي مفقوع ع الاخر عندي مجلدات من القصص على العزا
يُحكى عن سيدة كانت موصية إنه مايحطوا صحون بلاستيك للأكل في
عزاها..لازم كلله صيني
وأحد الأقارب عزاه كلف يحلف بابا على يده اندفعت قريب ٥٠ الف بمساهمة جماعية ..
دبايح ورز بحمص ب ٥٠ الف..لو حطوله هيا في مشروع خيري أفضله..
وفي نفس هدا العزا وحدة من قريبات الميت راحت تجري في أول يوم تلف المفارش الصيني اللي في الصوالين خايفة عليها..وغيره وغيره من بيتيفور برديسي وتالا اللي جايبينه بعض الناس
من جد واقع مؤلم..
أنا انصدمت في عزا خالي لما شفت الناس لابسة ملابس عزايم ومكياج وبتضحك بأعلى صوتها بدون أدنى مراعاة لمشاعرنا 😔
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء اخيتي هناء انا معك في كل ما قولتي انا شخصيا توفيت لي قريبة في ذي الحجة الماضي وكنت حزينة جدا لما رأيت في العزاء حاربت بكل قوتي لألى يتم توزيع اي شي للناس غير اننا وضعنا قوارير الماء ع طاولة عند الباب من تريد تأخذ بنفسها ولكن وجد من طلبت الماء في كأس زجاجي وايضا من تأففت لان الماء غير بارد وغير ذلك المصيبة الكبرى ليست في هذا فقط جاءت سيده وطلبت من اهل الميت ان يضعوا لها من العشاء لانها لا تستطيع الجلوس اكثر لا اعلم هل العشاء للمعازيم ام لاهل الميت لم تكتفي بذلك بل طلبت المزيد من اللحم سبحان الله يأخذن مصابنا ونعطيهم عشائنا اعيدوا لنا ميتنا مقابل ميت لديكم نعطيكم عشائنا هل يقبلون برأيكم ؟ ! ياليتهم يقبلون اعتذر عن الاطالة ولكن حقيقة الموضوع مؤلم جدا وانتي اختي هناء ايقظتي ما بداخلي هدانا الله جميعاً لما يحب ويرضى واعاننا ع دحض هذه الفتنة واياكم
للأسف واقع مؤلم شفته في آخر عزاء لنا قبل ثلاث سنوات تقريبا وما توقعته انتشر لهذه الدرجة
الظاهرة موجودة عندنا في الرياض وأظنها انتشرت في المدن الكبيرة
يُقال أن هذه الزينة والتلبس والكشخة لإن العزاء يجتمع فيه كل الناس القريبين والبعيدين فمستحيل تخرج البنت وهي مهي متكشخة !
ما أدري فهوم العزاء انقلب مظاهر وكأنك في زواج
لا اله الا الله لا الحمدالله ماعندنا كذا أبدا احنى من الحجاز ياربي بسوو عشاء يكون رز ولحم لضيوف العزاء الناس الي جايه من برى المنطقة نفس الجماعة يتقاطو ويسوو ثلاثة ايام العزاء عشان أهل العزاء ميشيلو هم الناس الي جايه تأخذ بخاطرهم من برى وحريم الجماعة يكونوماسكين القهوه والشاهي عند الحريم وينظفو بيت أهل العزاء ويجهزون لهم الاكل من ناحيت البس بالعبايات والحمدالله باستر عبايه مكياج حواجب بس وحده شفتها فعزاء ابو زوجها حاطه أساس وروج ولقيتها على المرايه تزبط نفسها الين اليوم وانا أقول إِيش كانت تحس فيه
لا فض فوك يا أخيتي لابد من وضع حد لهذه البدع بالرجوع للسنة ومنع هذه الظاهرة بمنع العشاء والتقديم واظهار ذلك للناس.
عندما نبتعد عن هدي المصطفى عليه السلام
فهذا الذي سيحدث الامر جداً محزن ،ولا يقدر ذاك الشعور الا من كان في موقفهم ، ولو كنا على سنة حبيبنا فما راينا !؟ كثير من الاشياء المخزيه والمبكيه
التي لاتمد بشخصية المسلم ابداً ..
لا إلَه إلّا الله .. 😐
والله الواحد ما تجيه نفس يمد يدو على تمرة في مجلس عزا ..
في كمان حركة غريبة شفتها .. انو يلبسو لبس موحّد ! مو اعتراضاً مني على اللبس طبعاً بس يعني مَا شَاء الله في مجال يفكرو بتفاصيل كدا وهما بهادا المصاب !!!!!!
بدال الزهد والاتعاظ بيقلب الموضوع مفاخرة “وكرنفالات” مبتكرة !!
” العظة الآن صارت بـ”حفلات” الموت بدال الموت نفسو”
الله يحسن خواتيمنا جميعاً
الله يجزاكم خير انكم طرحتوا هذا الموضوع ﻷن اللي بيحصل في العزوات شي مخزي والله إن القلب ليحزن لمثل هذه الأمور ياجماعه ﻻزم حمﻻت توعيه للناس بجد الموضوع ماعاد ينسكت عليه حسبي الله ونعم الوكيل
قام بإعادة تدوين هذه على zawajnaji7 Weblog وأضاف التعليق:
فعلا هذا هو الواقع مع الأسف
فعلا هذا هو واقعنا المرّ الله يهدي من خلق
والله حاجة تعور القلب ..
افتكر بعزاء خالتي الله يرحمها كان فيه ناس طيبة ماشاءالله تدخل المطبخ و تسويلنا الشاي والاكل وتخرج .. ويجيبوا العشاء والفطور تقريبا اسبوع بعد وفاتها الله يرحمها .. وافتكر وحدة كلمت داعية وجات البيت القت محاضرة لاهلي واللي كان
موجود من الحريم عن الصبر وكيف الواحد لازم يحمد الله بكل حال حتى بالمصائب ..
اهل العزاء يكونوا لحاجة مواساة وتخفيف مو طوال التلات ايام دي شايل هم *المعازيم * … الله يصلح الحال يارب .